هل تريد واشنطن استمرار الاحتجاجات في سوريا؟ آخر تحديث:الأحد ,24/04/2011
واشنطن - حنان البدري:

بعد تحسب رسمي أمريكي دام لأسابيع في التعاطي مع ما يحدث في سوريا، جاء بيان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مساء أمس الأول، وفيه تعبيرات واضحة لا تقبل التأويل حول مؤشر التعاطي الأمريكي المقبل نحو سوريا، فالرئيس الأمريكي لم يوفر استخدام اتهامات للنظام السوري، وحيث اتهم نظام الأسد “بالوحشية” في ممارساته ضد شعبه، والاستعانة بإيران لقمع مواطنيه، إضافة وهذا هو الأخطر استعادة الاتهامات الأمريكية لسوريا بدعم الإرهاب وبدعم الجماعات الإرهابية، بعد أشهر باتت العلاقات الأمريكية أقرب ما تكون إلى مستوى التطبيع الكامل وتحسن في العلاقات الثنائية بشكل لم تشهده علاقة البلدين لسنوات طويلة.

وعندما أصدر أوباما بيانه، أمس الأول، وذلك بعد ورود “تقارير دقيقة” حول التظاهرات السورية بما في ذلك أعداد القتلى، واتصالات قامت بها الحكومة السورية، فإن قلقاً آخر كان يعتزم جانباً في الإدارة، والمقصود هؤلاء الذين يعكفون على إعداد خطاب أوباما الهام والمعتزم في خلال أسابيع أن تُعلن فيه استراتيجية الولايات المتحدة تجاه العالم العربي بكامله، أي النطاق الجغرافي الذي يشمل شمال إفريقيا والشرق الأوسط حسب التعبير الأمريكي المفضل، وذلك لأن ما يحدث في سوريا وإن كانت أمنية أمريكية قديمة أطاحت بها ثوابت العرب في مصر وتونس، وحيث كانت واشنطن و”تل أبيب” يأملان في ثورات تطيح الأنظمة في إيران وسوريا والسودان، بدلاً من الإطاحة بأنظمة حليفة في تونس ومصر سيسبب بعض الإرباك لتلك الاستراتيجية الأمريكية المزمعة والتي ستركز على إعادة إحياء عملية سلام عربية “إسرائيلية” شاملة سيكون المسار السوري ضلعاً رئيساً فيها.

ومع اللهجة المتشددة التي استخدمها أوباما ضد النظام السوري، ظهرت في بيانه دعوة صريحة للرئيس الأسد ونظامه إلى الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والاستماع إلى صوت شعبه، حسب تعبير أوباما.

هذه الدعوة كانت بمثابة نافذة فتحتها إدارة أوباما عن عمد وهي تدعو دمشق إلى التجاوب مع مطالب الشارع للتغيير وهي أيضاً إشارة توضح الحادث فعلاً داخل البيت الأبيض بالنسبة لسوريا، فواشنطن فعلاً تريد تغييراً في سوريا ولكنه تغيير يستهدف التأكد من اجتثاث حزب البعث تماما كما حدث في العراق مع فارق لا يعلمه كثيرون وهو أن واشنطن ليست لديها مشكلة شخصية مع شخص الرئيس السوري بشار الأسد، وسيكون مريحاً لها أن يتم إحداث تغييرات وإصلاحات تقضي على البعث كتيار سياسي لا يزال موجوداً لأنه حسب الوصف الأمريكي، حزب يمثل نظاماً وتياراً قديماً له أفكار تهدد المصالح الأمريكية وهي أفكار “العروبة والقومية والاشتراكية”.

باختصار فإن واشنطن تريد استمرار الثورة في سوريا لكنها لا تمانع في استمرار الأسد، حيث تراهن على إحداث فصل كامل “يكف يد” إيران عن سوريا ولبنان، ويحصرها في مكانها لحين اشتعال ثورة جديدة في إيران تعيدها إلى الحظيرة الأمريكية كما كانت دوماً خلال عهد الشاه.