أولاً : عليك تحديد مفهوم الحريات الشخصية قبل أن تتحدث عن الحريات الشخصية ، وما هي المعايير التي من الممكن أن نعرف الحرية الشخصية من الإستبداد بهذه الحرية ، فهل منع الزواج من الثانية والثالثة في القوانين الأوروبية يندرج تحت هذا الإطار أم لا ؟ وهل منع النقاب - لأسباب دينية مرقعة بحروف قانونية - أيضاً يندرج ضمن هذا الباب أم لا ؟ وهل منع بناء المآذن يندرج ضمن هذا الباب أم لا ؟ وهل منع بناء المساجد في كثير من المناطق الأوروبية يندرج ضمن هذا الباب أم لا ؟ وهل منع بناء مركز إسلامي في المنطقة التي شهدت عمليات 11 سبتمبر تندرج ضمن هذا الباب أم لا ؟ .
لأن هناك مجتمعات تقدم العرف القانوني على النص القانوني ، بل وهناك دساتير دول بنيت على العرف القانوني ، وهناك مجتمعات تسير ديمقراطيتها وفق عادات وتقاليد شعوبها فمثلاً الهند تمنع السياح من التقبيل والعناق في الأماكن العامة ، والسير عراة على شواطئ البحار وخصوصاً في الأماكن التي يكثر فيها الهنود ، والهند تعتبر من التجارب الديمقراطية في العالم ، فلماذا تتوجه الأنظار دائماً للبلاد الإسلامية ولبعض أفعال الإسلاميين ؟

ثانياً : من قال لك بأن الإسلام لا يوجد فيه حرية ؟ ولا ديمقراطية ؟ ولا حقوق شخصية ؟ ولماذا تجبرني لكي أقول ما تريده أنت ؟ هل هذه الديمقراطية التي تبشرني بها " قل ولا تقل " ، طبعاً الديمقراطية عندما نتحدث عنها لا نقصد بها مفهومها الغربي المطلق لها فالدولة الإسلامية المدنية لا يوجد بها شرب للخمور ولا يوجد بها زواج للمثليين ولا يوجد بها تقبيل في الأماكن العامة - هذه هي المعايير التي يحددها دعاة الدمقرطة لتحديد علمانية ومدنية أي مجتمع - ، ولكن عندما تعنون في الديمقراطية حرية الإختيار ، وحرية التعبير عن الرأي وإحترام الآخر فالإسلام لا يعارض هذه القضايا ، فعندما مثلاً تعرض قصة اعتراض امرأة على عمر بن الخطاب على أحد الأوروبيين بكل تلقائية سيقول لك هذه ديمقراطية عمرية ، بينما نحن لا نقول عنها كذلك ، فكل مجتمع له نظرته الفكرية والسياسية لمشكلاته ويحلها وفق مفاهيمه ، ومشكلة العالمانيين - على قولة الأخ خالد - أنكم تريدون محاسبة العالم الإسلامي وتبحثون عن التغيير المنشود وفق المفاهيم الغربية ، أي أنكم تريدون اقتباس التجربة الغربية كاملة وتطبيقها هنا في البلاد الإسلامية ، ولذلك في العادة ستنتجون منتجات علمانية صينية - قليلة الجودة - ينتهي مفعولها عند الوصول للحكم فقط لا أكثر .

ثالثاً : لغة - بحبهاش - و - قل ولا تقل - لا تطبقها علي يا صديقي ، وانا دخلك شو دخلني بحبك وعدم حبك لطريقة رأيي بل وفكري بشكل عام ؟ شايفني في مطعم ماكدونلز لا يهمني سوى ما تطلبه أنت وما - تحبه - أنت حتى أرضيك ..!

رابعاً : إحترامك للسلفيين - وفق منطقك أنت - يشبه إحترامي للخوارج لصدقهم وإحترامهم لمبدأهم .