يتألم قلبى كثيرا مما يحدث مع الرئيس حسنى مبارك ، رغم انه وأولاده ورجال السياسة والمال المحبوسين حاليا ملعونون يستحقون الإعدام فى ميدان التحرير. ليس لأنهم أذنبوا ولكن لأن الله منحهم من فضله فتبطروا وعلوا فى الارض علوا كبيرا وهدموا بنيان الله ، هدموه اخلاقيا واقتصاديا وعلميا واجتماعيا وصحيا.

كان الرئيس حسنى مبارك مثل فرعون مصر وكان له آل فرعون وله جند فرعون ، ولكن ماذا عن قوم فرعون؟ هل قوم فرعون معفون من المسئولية؟

لقد ذكر الله فى كتابه الكريم قصة أصحاب السبت وذكر لنا أهمية الأمر بالمعروف وان العقاب حين وقع فقد وقع على الذين يفعلون السوء وعلى من لم يفعلوا السوء ولكنهم كانوا ساكتين على من يفعل السوء.

وهنا اعتقد انه يجب ان نتوقف ونسأل أنفسنا ، هل نحن فعلا نسير فى الطريق الصحيح ؟

إن محاكمة الرئيس حسنى مبارك هو بمثابة تحميل شخص او نظام اخطاء شعب كامل وتقصير شعب كامل، فهل نحن فعلا يجوز لنا ان نحاكم الرئيس والنظام السابق؟

اعتقد ان الرئيس ونظامه هم إفراز طبيعى لهذا المجتمع كما أنهم عامل رئيسى فى تشكيل المجتمع ، وعليه وحتى تكون المحاكمة عادلة فيجب ان يحاكم كلا من
1) رئيس الجمهورية
2) رؤساء الوزراء ورؤساء مجلسى الشعب والشورى
3) أعضاء الحكومات من الوزراء وأعضاء مجلسى الشعب والشورى حتى المنضبط منهم ، فلم نرى منهم من قدم استقالته من العمل السياسى احتجاجا على تردى الأوضاع فى مصر.
4) وكلاء الوزارات ومديرى العموم ، فهم كانوا أداة تنفيذية لكبار المسئولين
5) كل من له ابن ضابط شرطة أو يملك السلطة الأدبية على ضابط الشرطة من أعمام أو أخوال أو زوجات
6) كل رجال الصحافة والإعلام الذين لم ينتقدوا رجال السلطة.
7) كل الشعب المصرى الذى سكت عن المهانة ثلاثون عاما

بالطبع انا لا اقصد هذا المعنى السابق عينا ولكن اقصده ضمنيا ، فكلنا شركاء فى الجريمة ومن العار ان نحاكم بعض الافراد ونظن اننا نقيم العدل ، بل نحن نقيم نوعا آخر من الظلم سيعيدنا سنوات للماضى ، فكيف لى ان أحاكم مسئول وأنا كنت شاهدا على تجاوزاته طوال الفترة السابقة وساكتا عنها.

واعتقد انه من الأفضل أن يتم تحديد إقامة هؤلاء المحبوسون ومنعهم من ممارسة العمل السياسى ونفس الشئ على غير المتورطين من كبار المسئولين السابقين أو البرلمانيين ، يجب منعهم من ممارسة العمل السياسى ، فهم لم يكونوا أهلا للعمل السياسى بقدر ما هم أهلاً للعمل الخاص والمصلحة الشخصية والمجد الشخصى.

وأشدد على ضرورة عدم سفر أى من هؤلاء الذين نهبوا أموال مصر ولا سفر أولادهم حتى وفاتهم ويتم استرداد تلك الأموال قدر المستطاع مع رد الأموال التى لم تهرب كاملة لهم ونصف الأموال المهربة وفقا لجدول زمنى حتى لو وصل الى خمسين عام ولكن لا نستولى على أموالهم بل نعتبرها أمانة ترد فى حينها.

يجب أن نلعن العصر الماضى بآلياته ونلعن صمتنا وهواننا معه أيضا ولكن لا نعاقب أحد عقاب قانونى بل نعاقبهم عقاب تاريخى ونصمهم بأنهم قد هدموا الإنسان المصرى بنيان الله وملعون من هدم بنيان الله.

وحتى تكون صفحة جديدة وفتحا لعهد جديد فينبغى لنا أن نقول لهم إن كل من لزم داره فهو آمن ، ونبدأ فى وضع آليات الدولة الحديثة وفقا لمبادئ علمية فى علم الاجتماع والتعليم والسياسة والاقتصاد .... الخ دون أن ننسى ان مصر وشعبها بطبيعته شعب متدين.

هذا ما أراه وأتمنى معرفة أراء الزملاء.