يعني عمتحكي عن جد يا سيد طرطوسي؟

أنت تعيش بطرطوس أم بالمريخ؟

تريد أن تقنعنا بثلاثة اسطر أن النظام ليس طائفي و لم يفضل الطائفة العلوية عن غيرها، و لم يعطي أي ميزات للطائفة العلوية المسكينة المغلوب على أمرها؟؟

شعاري ضد الطائفية، و بعد كل ما عشته بسوريا، أثق أن الطائفي الأول و الأكبر، لا أقــــــــــــول الوحيـــــــــــــــد، هو النظام الحاكم الذي يفضل نفع العلوي و تفضيله عن باقي فئات الشعب بكل مجالات الحياة و الانتفاع. هذا الحكم استعاد للطائفة العلوية حقوقها، صحيح. و لكنه لم يطفئ الحقد عند الطرفين.

هل تغمض عينيك أن كنت تعيش فعلا على الساحل السوري، ألم تلاحظ كيف يتبوأ العلويين غالبية المراكز و المناصب، و كيف يفضلون عن غيرهم بالبعثات و الوظائف و بالصفقات التجارية و بالمشاريع و هلم جر.

لا أنسى أيام تقنين الكهرباء، عندما أكون مسافرا على الطريق الساحلي، كيف كان الجبل يشع بنور الكهرباء، نرى اللمبات خارج المنازل مضيئة لإنارة الطبيعة، بينما عندما تدخل البلد و الأحياء الشعبية، كنت تراها مظلمة و الكهرباء مقطوعة.

لا اكتب كل هذا لكي أزيد من الحقد الطائفي، لكن لأشير بأصابع الاتهام إلى إلى من يحرض هذه النزعة.

لا أنكر أن الطائفية قديمة بقدم التاريخ، و لا أنكر أن الفلاحين كانوا يعاملون بقسوة أيام الإقطاع، و لكن انتقامهم من هذه المعاملة على مدى عقود أجج الأفكار الطائفية بدل من إخمادها.

النظام اليوم و منذ 4 عقود، يأخذ الطائفية كسلاح ليفرض به سيطرته على خيرات البلد. و يعتبر نفسه حامي البلد من الطائفية بحين انه محرضها الأكبر

لنكن واقعيين، و لا نطمر رأسنا بالرمل مثل النعامة، نعم يوجد حقد بالنفوس، و لكنه ليس حقدا لمجرد الانتماء الطائفي، إنه حقد بسبب الظلم، و الفساد و الفقر و الكبت و لتفضيل مواطن عن أخر.

و الشعب السوري يخاف من الحرب الطائفية أكثر بكثير من خوفه من النظام. و تصوري انه وصل لمرحلة أصبح يفهم بها أن استرجاعه لحقه لا يعني إبادة الطائفة العلوية.

و أن حصل و فكّر بهذا بعض المتطرفين، فهم أقلية لن يعلوا صوتها على صوت الشارع السوري الذي يرى و يعرف كيف يمكن للشعوب أن تعيش بأمان.

هذا دورك و دوري يإبن بلدي لكي نبني هذا البلد معا. البلد تحتضر منذ عقود. و اليوم وصلنا لمرحلة أما أن تقبر حية في بركة دم، أو تستيقظ من جديد

لم يعد من الممكن الاستمرار بالعيش تحت سلطة الحزب الواحد و تحت حكم ليس له أي شرعية جمهورية، بل هو حكم وراثي يعتمد على عائلة و على سيطرة فئة تقبض على البلد من عنقه و تتوزع خيراته بين أفراد العائلة و الأقارب، هل تنكر هذه الحقيقة؟

مهمتك و مهمتي يإبن بلدي و مهمة كل شخص واع أن يبعد الثورة عن مسارها الطائفي، لا أن يؤجج الأحقاد.

من ينادي و يهتف "الشعب السوري كلو واحد" هم السوريين، و هو شعار يخرج من القلوب، لا من حناجر المتآمرين و السلفيين.

الشخص الذي يخاف من ما يعتقده "ثورة طائفية" هو شخص استغل و ساهم بسرقة البلد و يلمس على رأسه عندما سيقال له: من اين لك هذا.