(04-28-2011, 08:09 PM)بيعة الحق كتب:  

المصالحة تمت بعد أن أخذت تحفظات حماس في عين الإعتبار ، وبعدما عرف الطرف الآخر ومن يقف خلفه بأن حماس ليست رقماً بسيطاً ولا سهلاً ولا عادياً لكي يتم وضع قولبات من المبادرات واجبار حماس على توقيعها والموافقة عليها ، فحركة عندما كانت الاف الصواريخ تتساقط على غزة في حربها خرجت لمصر وقالت بالحرف الواحد مطالبنا فك الحصار عن غزة في حين كان يتوقع عمر سليمان بأن تسلمه حماس ورقة استسلام أو وقف لإطلاق النار .

بخصوص حكومة فياض فهي حكومة متهالكة وضعيفة ومستهلكة ، عدا عن كونها قمعية وفاسدة وما المشاريع التي تقوم بها إلا بسبب الموافقة الإسرائيلية لإنجاح هذه الحكومة - وطبعا لا يوجد موافقة بدون مكاسب لإسرائيل - عدا عن كون اموال الجمارك على المعابر الفلسطينية بدل ان تذهب لحكومة غزة تذهب لحكومة فياض - رغم انها تفتقر للشرعية الدولية والقانونية - وبالإضافة لإعتماد سلام فياض على القروض والمساعدات من الدول المانحة التي تريده هو في الواجهة ، فلا يفرح البعض بهذه الإنجازات فكلها ديون في ديون ، وأذكر هؤلاء بأن هذا الشخص عندما كان وزير المالية في حكومة فتح التاسعة والثامنة وكان البعض مذهولاً من قدرته على تسيير أمور الموظفين ، فوجئت حماس عندما استلمت الحكومة بأنه أورثها مليار ونصف المليار دولار من الديون .

حكومة فياض تصنف على أنها الحكومة السادسة من حيث الفساد المالي والإداري بعد حكومة العراق ، كما اشارت له صحيفة نيويورك ريفيو اوف بوكس في تقرير مفصل ، فأكبر انجازات حكومة فياض هي إصلاح الأجهزة الأمنية فيما يعرف بالفلسطيني الجديد وفق المقاييس الأمريكية والإسرائيلية .

بعكس حكومة حماس - وهي تجربة تستحق الاهتمام - والتي بدأت من الصفر ، فأنشئت أجهزة أمنية متماسكة وذات عقيدة قتالية صلبة ، وأقامت مشاريع وفق قدرتها وسيرت أمور الناس ، فهذه الحكومة المحاصرة مسؤولة عن أكثر من 40 ألف موظف تعطيهم رواتبهم كل شهر بعد الحسم العسكري ، وهي حكومة تتمتع بنوع من الشفافية والمصادقية ونظافة اليد كما اشارت التقارير العالمية .

خلاصة الحديث هو أن المصالحة في النهاية تحسب لحماس والمصالح المترتبة عليها ستسفيد منها حماس لأسباب كثيرة ، أولها هو ان السيطرة العسكرية والامنية في غزة ستبقى بيد حماس - واقعياً - ، أي أن غزة ستبقى هي حصن حماس المتماسك ، بينما في الضفة ستعيد حماس بناء قوتها التنظيمية والعسكرية بدون أي ملاحقة ومتابعة ، يعني من الآخر كل ما طلبته حماس تحقق في النهاية . " لواء الدعوة "