تتعدد الأسباب والأصل واضح ، لا تصدق يا سيد ثندر كل ما تسمع ولا تسمع لكل ما يقال ، بوادر الثورة التي تتحدث عنها في غزة غير موجودة بالمطلق لأسباب ومنها عدم وجود دافع يدفع أهل غزة للثورة ضد الوضع الراهن لأنهم يدركون تماماً بأن حالة الفقر والبطالة التي عمت القطاع ليست بسبب حماس بقدر ما هي بسبب الإبتزاز الخارجي وثانيها لأن حماس لها قاعدة شعبية عريضة في قطاع غزة ، ومن النارد أن تجد منزل او أسرة أو عائلة لا يوجد فيها فرد من حماس أو من كتائب القسام وثالثها هو أن أي ثورة قادمة ستطبع بطابع سياسي حزبي وهذا سينفر الشعب منها ورابعها هو أن الثورات في محصلتها تصب في خدمة حماس وتقوية موقفها وزيادة حلفائها وأصدقائها في المنطقة .
عدا أنه من المجحف جداً أن تقارن بين حكومة فياض وبين حكومة حماس ، فحكومة فياض فتحت في وجهها كل الأبواب وضخت عليها الأموال وقدمت لها كل مساعدة ، بينما حكومة حماس منع عنها كل شيء ، بل إن أي بنك يحول لها فلساً واحداً يحاكم ويطارد ، وحكومة فياض هي في الأسباب غير شرعية قانوناً بعكس حكومة حماس .
وصدقني ستفاجئ بأن البناء الذي تدعي حكومة فياض أنها بنته هو بناء هش جداً ، أي انه بناء يعتمد على أسباب خارجية وليس على أسباب ذاتية ، ويشبه لحد بعيد النموذج الخليجي والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبترول أولاً وبالإقتصاد الغربي ثانياً ، فضلاً عن كون هذه الحكومة هي حكومة ديون وقروض ومنح وكل مشاريعها تبنى بناءً على هذا الأساس وفي حالة سحبت هذه الأموال ستسقط الحكومة ، ولك أن ترجع لعدد الإضرابات التي تقوم بها نقابات المعلمين والعمال في الضفة بسبب تأخر الرواتب أو لكون الرواتب لا تكفي للمواطن العادي هذا غير ادراج حكومة فياض كسادس حكومة على مستوى الفساد المالي والإداري حتى أن الدول المانحة هددت حكومة فياض بسحب منحها وأموالها إذا لم تدفع الحكومة مستحقات شركات المقاولات التي تنفذ المشاريع الداخلية هذا غير قضايا الفساد التي أظهرها فهمي شبانة - فضائح جنسية مصورة بالصوت والصورة كما هو الحال مع الحسيني وفضائح مالية وادارية - .
بعكس حكومة حماس في غزة ، لا تعتمد على أي دولة خارجية ، ولها قوة ذاتية ولها اقتصاد كامل استطاعت ان تصوغ نظريته وان توفر لغزة الحد الأدنى من سبل العيش الكريم بدون أن تعتمد على أي شخص ، ولك أن ترجع لهذا التقرير الإسرائيلي "
هنا "
فضلاً عن قضائها على الفلتان الأمني بسرعة مدهشة في ظرف عدة أيام بعد الحسم العسكري وبناء أجهزة أمنية متماسكة ، وتطويرها لقدراتها العسكرية والقيام بعدة مشاريع اقتصادية وسياحية داخلية من تمويلها الخاص .
ففياض هو أول رأس - سيطير - بعد المصالحة ، وسينتهي سياسياً بعد ان أصبح شخصية منبوذة من قبل الجميع ، وبعد أن يصبح نسيا منسيا ستلاحقه حماس قانوناً بكثير من التهم والقضايا ، حتى يدرك تماماً بأنه - لعبه القديم - ليس مجرد لعب مع صغار وصغائر ، بل مع اناس لا ينسون الغدر ولا الخيانة .
" لواء الدعوة "