أستبعد صحة الخبر مبدأياً لأسباب كثيرة ومنها أن النظام السوري لو فعلها فإنه سيخسر ورقة قوية وشعار أساسي في شعاراته وهو إيواء المقاومة الفلسطينية ، وبذلك يستمر في سقوطه المدوي ، وخاصة بأن حماس لن تضيف شيئاً للثورة السورية لو وقفت بجانبها ولن تخسرها شيئاً لو وقفت ضدها .

أما الحديث عن موافقة حماس واتجاهها باتجاه المصالحة بسبب خلخلة النظام السوري هو حديث يفتقر للواقعية ، لأن أي نظام جديد لن يخاصم حماس أو يطردها بل على العكس تماماً قد تزداد أواصره مع الحركة وخصوصاً بأنه سيحاول الحفاظ على درجة العداء مع إسرائيل بل قد يزيد من درجتها وأيضاً لكون الإخوان السوريين سيكونون جزءً لا يتجزء من تشكيلة النظام الجديد وصياغته الجديدة وهؤلاء سيضمنون لحماس مزيداً من البقاء داخل سوريا ، فالمصالحة تمت بسبب أخذ تحفظات حماس في عين الإعتبار وعدم تغافلها وتجاوزها وقد يكون أحد الأسباب اتجاه قيادة حماس للمصالحة هو البعد عن الضغط الرسمي السوري الذي يحاول جرها للوقوف معه وانتزاع مواقف منها تظهر تأييدها له .

ولكن هناك نقطة مهمة ، وهي أن القرار في حماس لا يخضع لرأي قيادة دمشق أو قيادة غزة ، بل هناك مجلس شوري الداخل ويضم قيادة حماس في الضفة وغزة وشورى الخارج ويضم قيادة حماس في الخارج وشورى السجون ، فمثلاً تجد ملف شاليط من يحدد شروطه وعدد الأسرى وغيرها هم شورى السجون وما يتعلق بسياسة حماس الخارجية تحددها قيادة الخارج ، أما في القضايا المصيرية مثل دخول الانتخابات او عدم دخولها أو التوقيع على المصالحة فالأمر يرجع لكافة مجالس الحركة الشورية .

أما لماذا وجود قيادة خارجية ، فلا ننسى بأن هناك خمسة ملايين فلسطيني يعيشون خارج فلسطين ، فضلاً عن وجود تحالفات وتحركات خارجية للحركة تتطلب وجود قيادة لها في الخارج ، فمثلاً توفير الدعم العسكري والمالي الخارجي تتكفل فيه قيادة الخارج ولا ننسى المبحوح والأشقر مثلاً ، فتخيلوا لو أن قيادة حماس كلها في الداخل ، مجرد اغلاق معبر رفح يعني وقف تواصل الحركة مع الخارج وهذا سيضرها كثيراً جداً على كافة الصعد والمستويات ، فحماس ليست حركة مغفلة او بسيطة بل لها استراتيجية كاملة تسير عليها سواء أعجبت البعض أم لم تعجبه .

" لواء الدعوة "