القاهرة فى 28/4/2011


جلست فى المساء امام شاشة التلفاز أشاهد فيلم كوميدى اسمه بوحة وهو من نوعية أفلام الهلس وكانت تذيعه قناة اسمها روتانا ، وفى الفاصل الاعلانى شاهدت إعلانا أدمى قلبى وأصابنى بحالة من الاكتئاب اعقبتها حالة من التفكير الحزين فيما يحدث.

كان الإعلان عبارة عن ضباط وجنود أمريكان وعراقيين وصور تدل على الصداقة والتفاهم بينما الجنود العراقيين يلبسون نفس ملابس الجنود الأمريكان مع اختلافات بسيطة ولكنه نمط واحد يشبه ملابس فرقة الكوماندوز فى لعبة الكمبيوتر يحبها اولادى اسمها عاصفة الصحراء.

وتم الاعلان عن تواجد القوات الامريكية فى العراق كمستشاريين عسكريين بينما سيتولى ابناء العراق حماية العراق !!!!

ويحضرنى الفنان الراحل يوسف وهبى صارخا "يا للهول"

كيف تم هذا التحول فى خلال فترة زمنية قصيرة ؟

ما الذى دفع العراقيون لنسيان قوات التحالف والحصار الاقتصادى على العراق ، وقصف العراق بالطائرات والصواريخ وكل الأسلحة الثقيلة والخفيفة ، وكيف نسوا اليوارانيوم المنضب وكيف نسوا القنابل الفسفورية وكيف نسوا مرتزقة البلاك ووتر وكيف نسوا موت أبنائهم وذويهم وكيف نسوا اغتصاب نسائهم ورجالهم وكيف نسوا وكيف نسوا ومليون الف كيف نسوا؟

قد يكون اسباب النسيان تتضمن :
1) هذا افضل من الموت.
2) او قد أوصلنا لهذا صدام وحزب البعث.
3) او يقول السنة لقد تحالف الشيعة مع ايران علينا.
4) وقد يقول الشيعة انها فرصتنا فى الهيمنة على العراق.
5) وقد يقول المواطن اريد تربية ابنائى.
6) وقد يقول وقد يقول ومليون قد يقول وقد يكون.

بعد الحرب التى أدمت العراق وأفلسته وهدمته تم تسليم الجيش ليشرف عليه الأمريكان وفى هذا خفض للنفقات العسكرية المترتبة على نشر قوات كبيرة العدد كما يضمن الامريكان فى نفس الوقت ضمان تسليح الجيش بما يستنزف نفقات اكبر ولا يشكل خطر على الهيمنة الامريكية ويضمن ويضمن ويضمن وألف يضمن حتى يضمن ان تكون العراق إحدى سلال الإمبراطورية الأمريكية سواء كانت سلة نفط أو قمح او تمر او حتى ملح.

ولكن هناك إدارة عاقلة زكية شديدة التقدم بلا قلب او رحمة تعلم انها ستواجه ثلاث عقبات رئيسية تتمثل فى :
1) رفض من بعض العسكريين الوطنين التواجد والهيمنة الامريكية فى بلدهم وجيشهم.
2) رفض بعض المواطنين وجود احتلال عسكرى او اقتصادى او اخلاقى ودينى لبلدهم.
3) رفض بعض القوى العربية والاسلامية والدولية على مستوى الدول او الافراد هذا الوضع الامريكى المتعاظم.

فماذا تفعلوا يا اهل الدولة الامريكية العظمى لتحافظوا على مكتسباتكم التى ضحيتم من اجلها ومن اجل نشر قيم الحرية والنموذج الامريكى الراقى فى العالم الشرير المتوحش.

أى السيناريوهات تقوم مراكز ابحاثنا الاستراتيجية التى أنفقنا عليها من أموال دافعى الضرائب والمؤيدين بإعدادها لكى تظل امريكا هى سيدة العالم والكون.

أشير عليكم من واقع علمى المحدود بالنسبة لعلم اهل السياسة وأسس الحضارة الحديثة مكتشفى الذرة والنسبية ان تضعوا خطط استراتيجية وبحوثا تغطى بعضا من الجوانب التالية :

1) صناعة اشخاص ترتبط مصالحهم بنا فى قمة البلد او ما يسميه الاسلام (الملأ) فنريهم ما نريدهم أن يروا ويجنون من وراء هذا أرباحا تفوق احلامهم ولكن يجب الحذر من ما يسميه اهل الاخلاق (صحوة الضمير) لذلك فلابد من التدبير والتخطيط جيدا لوسائل السيطرة على هؤلاء الافراد.
2) تجنيد مجموعة كبيرة من العملاء الذين يخدموننا عن رغبة صادقة فى صياغة مجتمع اكثر تحضرا من خلال مراكز بحثية وعلمية وسياسية وحقوقية بدءا من حقوق الانسان حتى حقوق الحيوان وكل له دوره ، وقد حقق مكتشف تلك الفكرة مكاسب اكثر بكثير من التى حققتها اندية الروتارى والليونز. ولكن يجب ان يعلموا جيدا اننا نحترم الانسان وغايتنا الانسان.
3) تذكروا يا اعزائى ان فى كتاب المسلمين القرآن قصة عن حاكم قد عبده أهل بلده اسمه فرعون وكيف انه قد علا فى الارض عندما جعل اهلها شيعا، لذلك يجب ان نشيع العراق الى شيعا واعراق واتجاهات دينية وفكرية حتى لو الحادية ، وهذا يتطلب بالطبع بعض الحشد والمشاحنات بين الطرفين نبدئها نحن وستستمر بقوة الدفع الذاتى.
4) ويجب ... ويجب ... ويتطلب ويتطلب

وارحب بمقترحاتكم لتطوير تلك الفكرة والسيناريوهات القادمة ولكن لا تنسوا جانبين مهمين
1) نحن الامريكان نحتل العراق فعليا وقواعدنا فى باقى الخليج ومركزنا فى فلسطين ونملك وسائل اكثر فعالية على كل المستويات الاعلامية والعسكرية والاقتصادية والدى إن دى العربية.
2) أما العرب فهم فى زمن بوحة وصبح صبح يا عم الحاج.