يا بسام

هل تشاهد حضرتك برامج قناة "شام" ومايجري على ألسنة شيوخها تلميحات تكفيرية وغمز طائفي؟
وهل خطر في بالك أن تستمع إلى ما يسمى بتقارير الجهاد التي تبثها قناة "الصفا" الفضائية؟
بل وهل استمعت يوماً إلى اللغة التي تتحدث بها هذه القناة الأخيرة عن "الرافضة" الموجودين في القرى المحيطة بحلب وإدلب؟

بالنسبة لي مجرد الخروج إلى الشارع باسم "الجهاد في سبيل الله" فهذا يعني إن النص الإسلامي هو المتحكم بالثورة وهو سيد الثورة. وبديهي أن هذا النص لن يحترم حقوق الأقليات الطائفية والدينية في البلد إن وصل أصحابه إلى كراسي السلطة.

أنا أخشى يا عزيزي أن هؤلاء الذي يسفك دمهم في الشوارع ليسوا إلا ضحايا للفكر التي تنضح به كلتا القناتين السابقتا الذكر ومثلهما من القنوات الأخرى على الفضائيات وعلى الإنترنت.

بالمناسبة...

هل قرأ أحد تقرير السفير الأمريكي في دمشق الذي رفعه إلى الخارجية الأمريكية آخر الأسبوع الماضي؟ يبدو - من خلال سياق التقرير - أنه قد تم إعداده كي يتم على أساسه تحديد الجهة العلمانية الأفضل المعارضة للنظام التي يمكن أن تتعامل أمريكا معها وتدعهما.

تحدث هذا التقرير بأسلوب نقدي قوي وأحياناً ساخر من طريقة عمل المعارضة العلمانية في سوريا ومشاكل المثقف العلماني السوري. إذ سخر مما أسماه "استغراقهم في الذاتية والشخصانية" وتحدث بإسهاب عن الغيرة المتبادلة وعدم رغبة العلمانيين في العمل مع بعضهم. بل وادعى بأن الكثير من المفكرين العلمانيين السوريين لا يرون بعضهم بعضاً ولا يتحاورون مع بعضهم البعض إلا عندما تدعوهم السفارة الأمريكية إلى اجتماعاتها!

وفي النهاية خلص التقرير إلى عدم جدوى وعدم إمكانية تقديم أي دعم لأي معارضة علمانية فاعلة في البلد نتيجة هذا "التفكك" و"الضعف" الذين تعانيان منه هذه المعارضة.

لاحظوا أنه تم رفع هذا التقرير في عز المضاهرات والدم إلى الركب. مما يعني بوضوح أن هناك من لا يريد لهذه البلد أن تنتقل فيها السلطة إلى عقلائها، بل ويريدها مطية للتكفيريين.

البارحة كنت أقرأ مختارات الصحافة الأمريكية عما يدور في سوريا. وكان واضحاً أن الكتاب الذين استعرضوا السيناريوهات في سوريا يكادوا يجمعون على أن سقوط نظام الأسد يعني حرباً طائفية.

لست أحب الشطح في التشاؤم، ولكني أعتقد أننا بصدد تنفيذ الفوضى البناءة الأمريكية بأيدينا بعد أن كنا نعارضها بألسنتنا وبسياسة بعض بلداننا.

رغم أني أحلم بسقوط النظام وبالانتقال إلى دقرطة علمانية للسلطة بعيداً عن الطائفية. لكني لا أرى أية بشائر لتحقيق ذلك على الأرض مع الأسف.

كريك