(05-01-2011, 01:45 AM)طريف سردست كتب:  فيصل جلول يقدم نظرة قومجية ويختزل مكونات الثورة الى العلاقة مع الخارج (العدو بالضرورة) ولايرى اي مبررات اخرى. هذه نظرة انتهى عصرها ولم تعد قادرة على ايجاد مشترين. ان الشعوب لم تعد موافقة على التخلي عن حريتها وحقوقها السياسية والمدنية في مقابل خطاب سياسي معاد لاسرائيل، بينما الحاكم يُشبع غرائزه في كل ماهو ممنوع على الشعب ومع ذلك لاينسى ان يبصق عليهم

لكن خلف النظرة القومجية، التي تتراءى للوهلة الأولى، يختفي حكم لا يخلو من الإنصاف على الثورات العربية من خلال النتائج الحاصلة. حتى تحصيل الحقوق السياسية و المدنية لم يصبح بعد هدفا ناهيك عن أنه لم يتحقق. هو مازال قضية جدال و مسألة فيها نظر. تستطيع أن تكتشف ذلك بوضوح من الصراع على المادة الثانية في مصر. ففي مصر كف النظام عن الخطاب المعادي لإسرائيل منذ ثلاثة عقود. و لكنه لم يمنح شعبه الحرية المنشودة، بل جرى التفريط بثروات مصر فداء الصداقة مع عدو الامس، (هكذا فقط يمكنني قراءة صفقات الغاز المصري المفضوحة). سقط رموز العهد السابق و تحولو إلى نزلاء سجون. و لكن الثورة المصرية تمر بمرحلة عصيبة يحاول فيها الأسياد القدامى تدجينها ركوبها من جديد. لا يستنكف حتى من محاربة الشعب في قوته. في هذا السياق نسمع التهديدات المبطنة بطرد المصريين من محميات الخليج، ليضيف إلى ما يعانيه قطاع السياحة المصري حاليا، و إلى عودة الملايين من المصريين العاملين في ليبيا نتيجة الحرب فيها، ليرفد هؤلاء جيش العاطلين و ليضعوا القيادة المصرية أمام خيارات جميعها مرة. لزميلنا طنطاوي رأي في الثورة بناه من استقراء التطورات الحاصلة بعد الثورات العربية. لا يمكننا تجاهل التجاهل الذي قوبلت به انتفاضة شعب البحرين، كما لا يمكن السكوت على التعتيم الإعلامي على القمع الذي تعرض له أهل البحرين على يد قوات محميات الخليج في وقت تسابقت فيه هذه الدول على "نصرة" شعب ليبيا بالقوة المسلحة. ذنب أهل البحرين أنهم يقطنون في محمية تقع خلف الخطوط الحمراء التي لا يسمح للثورات بتجاوزها. أين هذا من حريات الشعب السياسية و المدنية؟
أية حريات سياسية و مدنية سيحافظ عليها الخارجون إلى المظاهرات من الجوامع بعد التشبع بجرعات مناسبة من التجييش الطائفي؟