أخي فلسطيني كنعاني لا يجوز حصر القضية بهذا الشكل وقياس حبي وكرهي لأي شخص من خلال قياس المصالح والمفاسد المترتبة على أفعاله .
فأمريكا وأوروبا كانت ستستعمر البلاد الإسلامية وستسفك الدماء وسترهب من الإسلام والمسلمين ، سواء كان بن لادن موجوداً أم لا ، والإرهاب سيبقى سواء كان بن لادن موجوداً أم لا ، لأن مصدر الإرهاب موجود وهي أمريكا وقد قال ابو القاسم الشابي ذات مرة :
لا عدل إلا اذا تعادلت القوى *** وتصادم الإرهاب بالإرهاب .

فإرهاب أمريكا وجرائمها المستمرة في كل بلاد ، وارهاب اوروبا ، سيواجه بالإرهاب ، وسيخرج جيلاً متشدداً من المسلمين سيواجه ارهاب هذه الأنظمة والدول ، وقد كان الحبيب الوطار يرفض تسمية القاعدة وافعالها بالارهابيين ، بل يسميها بالإرهاب المضاد .

لقد أشارت الوثائق التي نشرت بعد عملية 11 سبتمبر بأن امريكا كانت تخطط لإحتلال أفغانستان والعراق قبل عمليات البرجين ، وأنها أرادت أن تقوم بعملية عسكرية واسعة في افغانستان قبل عملية البرجين بأسبوعين ولكن أجلت العملية لأسباب واقعية استجدت عليها في تلك الفترة ، وكره المسلمين وكره الإسلام لم يكن منفياً في اوروبا بل كان موجوداً وبكثرة ، فأمريكا دولة عنصرية لم تتخلص من عنصريتها ضد السود - فما بالك في الاسلام - ؟ ولكن زادت هذه الكراهية بعد عمليات البرجين بسبب زيادة التركيز الإعلامي على الإسلام وزيادة العنصرية ضد الإسلام والمسلمين .

بن لادن والقاعدة فكرة يا صديقي ، فكرة قاتلت أمريكا في افغانستان وقاتلتها في العراق وضربت مصالحها في كثير من البلدان ، كما أنها ضربت مصالح اسرائيلية كذلك ، وضربت مراكز استخبارية في العديد من الدول العربية والإسلامية ، وها هي الشعوب تثأر من جديد وتفعل ما كانت تطالب به القاعدة ولكن بطريقة أخرى وهي الطريقة السلمية .

فإذا كانت الشعوب كسرت حاجز الخوف امام الحكام ، فصدقني القاعدة كسرت حاجز الخوف من أمريكا في كثير من البلاد المستعمرة ، ولقنتها دروس تلو الدروس ، ولك ان ترجع للواقع العراقي وما فعلته القاعدة من ضرب وازعاج للقوات الأمريكية ، سحلوا جثث الجنود في شوارع بغداد والموصل ونينوى ، وقطعوا أشلاء الجنود الأمريكان في كل مكان .

في النهاية القاعدة تجربة كاملة ، لها أخطائها ونجاحاتها ، ولا يمكن الحديث عن أخطاء فقط ، ولك في كارلوس الثائر الشيوعي مثلاً ، هذا المقاتل الأحمر الذي ثأر لفلسطين وضرب مصالح اسرائيلية في كثير من البلدان وكان يوقع قتلى مدنيين لا دخل لهم بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، وفي النهاية أصبح بطلاً فلسطينياً .

وكذلك بن لادن رحمه الله ، والقاعدة معها ، أبطال لكن في زمان لا يناسبهم ، في زمان الإعلام الذي لم يستطيعو التأثير فيه وبيان رأيهم في الأحداث كما هو حال طالبان التي أفتري عليها افتراءات كثيرة جداً .

فالقضية ليست بالضرر والنفع ، القضية في المبادئ واحترامها ، خطاب وشامل باسييف لهما أخطاء ضاعت الشيشان بسببهما ، ولكن في النهاية أصبحوا رموزاً من رموز الجهاد والتضحية ، قل لي بربك هل يوجد مسلم واحد يكره خطاب أو باسييف ؟ اذا كان الشيوعيين الثوريين يحترمون هؤلاء ، فماذا تريد مني ؟