طبعا يا أوبزيرفر لا يكون خطأ فرد مبررا لتقليده، ولا يليق الحكم الجماعي..

أما في حال لو قبض على بن لادن، فمن الواجب أن يتم عرضه على محكمة محايدة بعيدة عن سلطة المخابرات الأمريكية، وهذا أمر عسير يكاد يكون مستحيلا، حيث يبق هناك البحصة وتتضح الأمور التي تجعل أمريكا تطأطئ خجلا ويحمر وجهها أمام شعبها في الدرجة الأولى.

الزميل يحاضر في عدم جواز التشفي بأحد، ولا أذكر أن الزميل الذي هو أنا قد تشفى بأحد مطلقا، لا ابن لادن ولا غيره، ذلك أن الموت لا يتشفى به أحد وكل ذائقه.

نرجع لابن لادن واختيار التوقيت،

ابن لادن ميت بظني منذ زمن طويل، وتم إعلان الخبر الأمس على عجالة حتى يتم استثماره في أمور أخرى، على خلاف جثتي عدي وقصي، أو جثة صدام، لم يتم السماح لأحد تقريبا بمعاينة جثة ابن لادن، وتم دفنها في البحر حتى لا تنبش وتكشف ويتم التحقق من شخصيتها. وفي غضون ساعات تم دفنه والتخلص من جثته، من باب إكرام الميت دفنه.

نيجي لموضوع بن لادن نفسه، هل هو مجاهد أم لا، حقيقة صعب أن يدين ابن لادن من يؤمن بالقتل كائنا من كان، فالقتل واحد، وإرهاب الدولة لا يختلف عن إرهاب الفرد إلا بالقناع... من السهل أن يدين ابن لادن من لا يقبل بعقوبة الإعدام ومن يكون ضد القتل بمطلقه، هذا لمن يريد الحكم على الرجل من خارج منظومته الفكرية والتي هي الإسلام.

طبعا لا يفوتني أن أكرر أنني وابن لادن لم نلتقي يوما، وقلت رأيي به بصراحة قبل سقوط كابول وبعدها، وقبل غزوة مانهاتن وبعدها، وهو رأيي في كثير من قيادات العرب في أفغانستان إبان مرحلة "الجهاد" هناك.

ولا يعنيني مقتل ابن لادن من ناحية أمنية بقدر ما يعنيني من ناحية سياسية، لأن الإعلان إعلان سياسي، وقد يتمخض عن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان تحت غطاء قتل ابن لادن للخروج من تلكم الورطة، فأخبار طالبان مع الحلفاء لا تسرهم أبدا، وهناك أيضا المرحلة الجديدة التي تطرق الباب بقوة في الشرق الأوسط، ولا ننسى الشأن الانتخابي الضيق فلم يعهد التاريخ سياسيين أنانيين كما برز في سياسيي الدول الرأسمالية.

مجددا أرفع القبعة لبسام الخوري، حقيقة أنت رجل محترم رغم كل شيء.

---

الرجاء من الزملاء عدم التسرع قبل التحقق من الصور،

هل تم الإفراج عن صور ابن لادن من قبل الولايات المتحدة أم ليس بعد؟ هناك قول أن الصور المتداولة ليست له، ذلك أن طريقة القتل تغاير ما رأيناه، وكأن الرجل قد قتل بانفجار كما تظهر الصور المتداولة، بينما الرواية الرسمية أنه قصد قتل بإطلاق الرصاص!