أنت تتحدث عن عالم مثالي وليس عن عالم ظالم ، قتل المدنيين في الإسلام قد يباح وفق شروط معينة وصارمة وأهمها المعاملة بالمثل مصداقاً للآية الكريمة " فإن اعتدوا عليكم فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم " ، وهنا أسألك سؤالاً واضحاً ، لو أن الدول الأوروبية بدأت بقصف ايران بشكل عشوائي ، وكان بمقدور ايران الرد على القصف بالقصف ، هل تقنعني بأن ايران ستعمل بالآيات الدالة على حرمة قتل المدنيين وسترفض القصف بالمطلق ؟

إذاً في الحالة المثالية لا يجوز قتل المدنيين ، ولكن في الحالة الإستثنائية يجوز وألف يجوز ، فدماء المسلمين ليست ماءً ولا هباءً ، ومن يرتكب المجازر تلو المجازر في كل بقاع الأرض عليه أن يتحمل ذلك ، وأن تأتيه الفاتورة في كل شيء في حياته ، في الجانب الاقتصادي والمالي والإجتماعي والعسكري ، في كل شيء ، وبالمناسبة عملية 11 سبتمبر كان قد خطط لها قبل ذلك الشيعي مير مرتضى بوتو أمير جماعة " ذو الفقار " الباكستانية برفقة الثائر كارلوس اليساري ولكنهم أجلوا العملية لأسباب ميدانية كما قال كارلوس في حوار معه ، وصدقني لو نفذها مير مرتضى بوتو لأضحت عملية 11 سبتمبر من خوالد الشيعة والماضي الشيعي ، ولذلك أؤكد على رأيي في أن رأيك صاغته الطائفية قبل الإنسانية .

بن لادن والقاعدة بشكل عام ، واجهوا كل المشاريع التي ضربت الأمة الإسلامية ، سواء تلك التي تورط فيها الهندوس - الهند وكشمير - وهذه أيضاً تورط فيها منظمات شيعية مثل اتحاد المسلمين الشيعي في كشمير ، أو تلك التي تورط فيها الصليبيون الجدد في العراق وأفغانستان والشيشان ، أو تلك التي تورط فيها الوثنيين كما يحصل مع مسلمي الصين ، وايران لم تكن بعيدة عن هذا كله .

وعلى نفس المنوال ، عليك أن تدين جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر ومنظمات وفيالق بدر ، التي اغتالت العلماء وحرقت المساجد ودور العبادة الإسلامية ، ولا تقلي الوهابييين والنواصب ، فلا يعقل أن عشرات الالاف من قتلى أهل السنة هم نواصب ووهابيين ، وعلى نفس المنوال عليك أن تدين القيادة الإيرانية التي تقمع عرب الأحواز - ولا تقلي كذب وما كذب - وعليك أن تدين خيانة المراجع الشيعية - بعضها - مثل ال الحكيم وال الصدر التي تعاونت مع الإحتلال الأمريكي بشكل واضح ، كما تدين خيانات حكام الخليج ، أما ان تتعامل بنظرة ازدواجية ممقوتة فهذا عين التحيز والتعصب الطائفي .

وهناك نقطة مهمة أيضاً تتعلق فيما أورده صاحب المشاركة قبل الأخيرة ، فبما أنك توافقه تماماً فيما قاله ، عليك أن توافقه أيضاًَ فيما يقوله عن حزب الله وايران ، أم أن تؤمن بما يقوله عن الجماعات الإسلامية والوهابية ، وتكفر فيما يقوله عن ايران وحزب الله ، فهذه أيضاً نظرة طائشة وفق مبدأ " نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض " .

وأكرر ، أقسم لك أولاً وثانياً وثالثاً بأن موقفك نابع من نظرة طائفية فقط لا أكثر .

وخلاصة الحديث ، ان نفسي تأبى أن تشمت بمقتل رجل طاردته أمريكا واسرائيل ، وتأتبى أن تفرح لمقتل رجل فرح لمقتله الأمريكان واليهود وخرجوا في مسيرات الفرح والشهوة لهذا الحدث ، عليك يا زميلي ان تضع نفسك في أي الصفين .