{myadvertisements[zone_1]}
الأزهر يندد بإلقاء جثة بن لادن بالبحر
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #3
الرد على: الأزهر يندد بإلقاء جثة بن لادن بالبحر

أسامة الأسامة
2011-05-04


أي هيبة لهذا الرجل ليجعل من أمريكا بلداً فرحاً مختالاً يتبختر بخفة ويعيش شعبُه صغيرُه وكبيرُه ورئيسُه أجمل أيام عمرهم؟!..أي هيبة لك يا أسامة لتجعل من العالم يتوحد في مشاعر السعادة لدى تلقّيه خبر موتك، ويشعرون بأن العالم اليوم بات أكثر أماناً واستقراراً بعد رحيلك؟!.. أي رعب كنت تثيره في نفوسهم وأي هلع كنت تبثه في قلوبهم طوال عشر سنوات كنت فيها الشبح الذي يؤرق مضاجعهم ويجعل من جيوشهم وأجهزة أمنهم متأهبة لدبيب نملة تسير أو أزيز بعوضة تطير؟!.. أي حياة كانوا يعيشونها في بقائك حياً وأي حياة سيرغدون بها بعد موتك؟!.. ماذا فعلت بهم يا أسامة؟!!.. أي موت هذا الذي يقيمون له أفراحاً ويسقطون سرادق العزاء من ذاكراتهم؟!.. مات أسامة لتعيش أمريكا!.. مات أسامة ليُكتب لأوباما تاريخ ٌجديد يضاف إلى سجل تاريخ زعامته للولايات المتحدة الأمريكية الذي افتقر لأي ميزة منذ توليه هذه الزعامة التي كافأته منذ الدقائق الأولى لسكنه البيت البيض بجائزة نوبل للسلام، ذاك السلام الذي لم يتحقق في عهده، وقد كان الأكثر وعوداً من الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه في تحقيق حلم السلام في منطقة الشرق الأوسط!.. في أمس نام أوباما، في حين كانت أعين بوش الصغير مفتوحة مثل حصان بائس لا يملك القدرة على النوم منبطحاً بأعين مغمضة!.. يا لك من أسامة يا أسامة!.. أمس كانت النشوة تبلغ عنان السماء في نفس أوباما الذي ارتفعت اسهم بقائه بالبيت الأبيض لفترة رئاسية جديدة بعد إعلانه تخليص أمريكا من شر ابن لادن، وكأن القاعدة ترتكز في (إرهابها) على أسامة فقط!!.. ورغم الأقاويل التي تفند قتل أسامة على يد الكوماندز الأمريكي في باكستان فإن التأثير الذي تركه هذا الخبر في العالم بأسره لا يمكن ان نتجاهله حتى وإن كان الكثير منا يأسف لمقتل من كان العالم الغربي والعربي على حد سواء يرتجف خوفاً.. ويرجف غضباً لسيرته وهو يتجول بحرية ما بين أفغانستان وباكستان دون أن تتمكن أجهزة الاستخبارات الأمريكية وغيرها من اصطياد هذا الشخص الضعيف البنية القوي الحيلة، ويرى فيه الفارس الهمام القادر على كسر أنف أمريكا والذي استطاع أن يحيل أبراجهم العاجية إلى كومة من التراب البائس الرخيص، إلا أن الرجل رحمه الله — في حال موته فعلاً — كانت له جرائمه التي شوهت روح الإسلام وتسامحه ومعاملاته وجوهر الإيمان فيه، وجعلتنا بعد هذه الأفعال عرباً ومسلمين متهمين بما يسمونه الإرهاب، وأصبحنا بعد ذلك مراقبين في أسفارنا وترحالنا وتحركاتنا وأفكارنا، وبتنا مشككاً فيهم أينما كشفنا عن هويتنا المسلمة.. أنا شخصياً لا أتفق مع تنظيم القاعدة، لكنني أيضاً أكره فرحة الغرب لمقتل إنسان (مسلم) يلقى من المحبين والمؤيدين والمقتنعين بأفكار تنظيمه وأفعاله ما يفوق مقدرة أحدهم على أن يحصي عددهم في العالم.. كرهت نظرات الانتصار في عيني أوباما ذلك الرئيس المغرور بوصوله إلى سدة الحكم الأمريكي، الجاهل بفن السياسة والمبدع في إطلاق الوعود الرنانة التي لم تصب في أي منها.. كرهت هذه الفرحة التي شاركْنا بها نحن العرب!! وكأن أحدهم بشرنا بموت ميلوزفيتش ذلك الإرهابي الصربي الذي يستحق بلاشك أسوأ مآل على جرائمه البشعة ضد مسلمي البوسنة والهرسك رغم المحاكمات الصورية التي جرت ونسيناها وتناسينا ما آلت إليه.. فقد كان من حقي أن أرفض هذه النظرة المتباهية في عيون الأمريكيين ورئيسهم الذي أمر بأن تدفن جثة أسامة في البحر خشية أن يكون قبره مزاراً (للإرهابيين) وجذباً لمن يريد أن يكون أسامة آخر في يوم من الأيام، وتتبع فصول حياة هذا (المجاهد) كما يحاو لأنصاره أن يدعوه.. فمن أعطى الحق للحكومة الأمريكية أن تتعامل مع جثة أسامة بهذا الشكل المهين، ونحن الأقدر على إكرام جسده المسلم بالدفن اللائق وفق أصولنا وتعاليمنا الإسلامية؟!.. فهل لهذه الدرجة كان أسامة وسيبقى مهيباً مرعباً للأمريكيين حتى بعد أن بات في العالم الآخر وبين يدي الله حتى يدفنوه في تراب البحر، ويعلم الله كيف كان القبر واللحد، وهل كانت هناك صلاة جنازة لأسامة أم إن جثته تُركت لأسماك القرش لتلتهمها وتمزقها؟!.. من حقنا كمسلمين استطاع أسامة أن يضع لنا بصمة مع تحفظي على هوية هذه البصمة أن نعامله كإنسان مسلم عربي يجب أن يلقَى إكراماً عند دفنه ونثر التراب على جسده بما يأمرنا به قرآننا وسنتنا الكريمة.. وما يكاد يجعلني أضحك باكية أنه في الوقت الذي انشغلنا يوم الجمعة الماضي عن ذكر الله والتعبد واستشعار العبادة في هذا اليوم الفضيل بتتبع أخبار وصور وفصول الزفاف الملكي لنجل الأمير تشارلز وحفيد العجوز إليزابيث ملكة بريطانيا المدعو وليام وكأن الزفاف يمسنا بأي شكل من الأشكال أو يخصنا من الأساس، وفرحنا له ولزوجته كاترين وتتبعنا بفضولنا الخليجي والعربي المعتاد البحث عن فصول الزفاف السرية التي جرت بعيدة عن أعين الكاميرات التلفزيونية العالمية التي تلاحقت للظفر بأسبقية وحصرية نقل هذه المناسبة، وكنا نحن العرب أكثر الشعوب فضولاً ومعرفة وتأثراً بهذا الزفاف الذي لا يعني لنا شيئاً، واليوم هناك نفس الدرجة من الفرحة والسعادة تجتاح الغرب لموت (مسلم) يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسوال الله فهل تتساوى الفرحتان، وهل فعلاً تتساوى تفاهتنا في فرحة زفاف، أخجل من مجرد أن أهتم به أساساً، وبين فرحة العالم الغربي لمقتل شخص مسلم عربي، كان يمثل وحتى أمس تهديداً مباشراً للعالم بأسره؟!.. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم!!.. رحمك الله يا أسامة وغفر لك زلاتك.

ebtesam777@gmail.com
By: إبتسام اّل سعد
2011 © Al Sharq . All Rights Reserved
05-04-2011, 08:40 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الرد على: الأزهر يندد بإلقاء جثة بن لادن بالبحر - بواسطة بسام الخوري - 05-04-2011, 08:40 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  شيخ الأزهر.. أليس التشيّع من حُرية الاعتقاد؟ السيد مهدي الحسيني 0 640 05-30-2012, 02:47 PM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  الأزهر يجمع المخطوطات الأصلية من"البخاري" للرد على"القرآنيين" ابن نجد 13 4,873 06-24-2010, 03:50 PM
آخر رد: الفهد الاسود
  شيخ الأزهر والإصلاح- د. كامل النجار Gkhawam 1 583 07-28-2007, 10:02 AM
آخر رد: Gkhawam
  غراميّات الفرزدق وقصاص ابن لادن arfan 5 1,165 06-24-2005, 10:44 PM
آخر رد: هادم الاباطيل

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS