الزميل الباحث عن الراحة الأبدية .. تحية وسلام

الله الذى خلقك بدونك لا يقدر أن يخلصك بدونك .. بهذا القول الموجز لأحد القديسين يتم تلخيص علاقة الله بالإنسان ..

الله خلق الإنسان وأعطاه نعمة الوجود وميزه عن الحيوانات بأعظم نعمة وهى الإرادة الحرة العاقلة .. وأعطاه نعم كثيرة وكان لابد من اختبار لكى يثبت الإنسان أنه يستحق تلك النعم وأنه ممتن وولاءه ومحب لخالقه .. وكان هذا الإختبار يتمثل فى وصية بسيطة وسهلة بعدم الأكل من شجرة معرفة الخير والشر وكان التحذير من مخالفة تلك العقوبة بأنه يوم يأكل منها موتاً يموت .

بسقوط آدم وحواء فى معصية خالقهما سقطت معهما ذريتهما لأن الجنس البشرى كله صار عاصياً لله فى أبيه آدم وأمه حواء .

فإن كان عدل الله أوجب تنفيذ العقوبة وهى الموت فإن رحمة الله أوجبت أن يتم فداء الجنس البشرى بواسطة السيد المسيح الإله المتأنس لكى يبدل لنا عقوبة الموت بالخلاص .. وكما قال السيد المسيح لأن ابن الإنسان لم يجئ ليُخدم بل ليخدم ويقدم نفسه فدية عن كثيرين .. وشهد عنه يوحنا المعمدان قائلاً هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم .

فبدل أن نبكى حالنا وبؤسنا علينا بقبول خلاص الله لنا فوراً والإعتماد بإسم الآب والإبن والروح القدس ونمتلئ بروح الله القدوس لكى يصير ملكوت الله داخلنا ونرث الحياة الأبدية بدل الشقاء الأبدى .

الشقاء الذى نعيشه على الأرض الآن لا يقاس بمدى الشقاء الأبدى فى الدينونة الأبدية على كل من رفضوا خلاص المسيح لهم والذين يتمنون دقيقة واحدة على الأرض لكى يقبلوا خلاص المسيح .. تلك عطية مجانية عظمى .. فما هو عقابنا ان أهملنا خلاصاً هذا مقداره ؟

قبول خلاص المسيح على الأرض يعطى للإنسان عربون الحياة الأبدية وهو محبة ، فرح وسلام . ويحيا الإنسان فى قبس من نعيم الحياة الأبدية وهو على الأرض وتصير حموله وشقاءه وأحزانه على الأرض محتملة وهينة عليه .