أولاً : بخصوص موقف الزهار ، فأنت ذكرت كلامه بصيغة مختلفة عما قاله هو ، أبو خالد قال بأنه ينصح دحلان وجماعته بأن لا يرجعوا لغزة - وهذا لا يعني منعه من الرجوع بصفة حمساوية - إنما نصيحة ، لكون دحلان متورط في عمليات قتل لكثير من الشباب ، كما أن بعض العائلات تضعه على قائمة المطلوبين لها ، وبعد المصالحة حماس ستتنحى عن حكم القطاع بشكل رسمي ، وحماية دحلان ستخرج عن سيطرة حماس أو مسؤوليتها ، فاذا كانت الضفة ضجت بدحلان واذا سيده محمود عباس ضج به كذلك ونزع منه أغلب حراسه وأوقفته لجنة فتح المركزية على ذمة التحقيق وقامت حكومة فياض باعتقال اتباعه في الضفة ، فهل تعتقد بأنه سيتوافق مع حماس في غزة ؟
ثانياً : بخصوص موقف خالد مشعل ، فهو لم يقل بأنه وفي لنظام الأسد ، بل قال أنهم لا يعضون اليد التي امتدت لهم وأنهم أوفياء للجميع وأكد أيضاً أنه مع حق الشعوب في مطالبتها بالإصلاح ، وهذا هو موقف حماس منذ بداية الأحداث ، وهو الموقف الصحيح أيضاً .
ثالثاً : إن المصالحة كمصالحة رفضتها فتح بعد حسم حماس العسكري وكانت حماس هي من تطالب بها - وكنت انت على ما اعتقد تشتمت بهذا الامر وتتوقع انتهاء حماس بعد اشهر من الحسم - وكانت فتح ترفضها بحجة أن لا حوار مع القتلة والإنقلابييين ، وبعد ذلك وافقت فتح على المصالحة ولكن بشروط تعجيزية وحماس رفضت ، وبعد ذلك جرى الحوار في صنعاء مع عزام الأحمد وكاد الجميع أن يتوافق ولكن غير محمود عباس من شروط المصالحة المتفق عليها والمتعلقة بالانتخابات ، فخرج المتحدثين باسم فتح يتتطاوشون على شاشات التلفاء "
هنا "
رابعاً : المصالحة الأخيرة وقع عليها بعدما أخذت تحفظات حماس في عين الإعتبار ، وبعد أن عرف الجميع بأن حماس رقم صعب لا يمكن تجاوزه ، كما أن محمود عباس حاول ان يحرج مشعل في القاهرة وأن يهينه ، فرفض ان يجلس خالد مشعل على المنصة الرئيسية " والتي جلس عليها عباس ووزير الخارجية المصري ومدير المخابرات " مع ان مشعل هو قائد حماس والتي هي الجزء الثاني في الانقسام ، وكان بمقدور مشعل ان يجعل هذه الشكلية عائقا امام توقيع المصالحة ولكن في النهاية تجاوزنا على جراحنا وعلى بعض الشكليات ووقعنا ورقة المصالحة .
خامساً : الإنتخابات التي تم الحديث عنها أخذت بعين الاعتبار أمور كثيرة ، ومنها الوضع السياسي في الضفة ، يعني تريد انتخابات وشباب حماس معتقلين في السجون - في اول جولة من اطلاق سراح الاسرى السياسيين اطلقت فتح ما يفوق 300 شخص - ، كما أن الانتخابات ستجري بشكل سلس وطبيعي بعد ان يحصل التوافق على الأرض ، فما أدرانا فلربما تكرر مشهد انتخابات 2006 ؟
صدقني حماس ليست خائفة من الإنتخابات ، وهذا الأمر ستفهموه عندما تأتي هذه الانتخابات ، حماس احتفظت بقواعدها وقوتها وأزادتها ولا أريد الحديث عن عدد عناصر حماس والذين لوحدهم يستطيعوا ان يحققوا لحماس أقل شيء ما نسبته 30% ، فقبل كل شيء يا سيد حكيم لا تلتفت للشائعات التي تطلق هنا وهناك ، أنظر مثلاً للزميل ثندر ، يقول بأن حماس قتلت 700 فلسطيني ، رغم أني طلبت منه قبل ذلك احصائية من أي موقع مستقل او مركز حقوق انسان يقول بهذا الأمر ولكنه لم يأتي بأي دليل إلى الآن ، فأصلاً كل قتلى الاشتباكات بين فتح وحماس 300 شخص ثلثهم من أبناء حماس .