اقتباس:ومن الملامح البارزة التي اتسمت بها أعماله التي وصفها الكاتب النمساوي روبرت موزيل بأنها من أعظم ما كتب باللغة الألمانية منذ القرون الوسطي، هو المسعى "الأخلاقي" الحثيث لتحويل الأدب إلى دين قائم على الحبّ. والحبّ عند ريلكه هو تخطي الذات الـمُحبّة للوصول إلى مرحلة متقدمة من مراحل الوجود الـمُحَبّ الذي لا يضطر إلى تزييف ذاته إرضاءاً للمحب، بل يجعل الحبّ نفسه كبيراً وعميقاً في قلبه وعواطفه، ليتوافق مع حبّه، محتفظاً في الوقت نفسه بجوهره نقيّاً، رحباً، مستقلاً عن محبة الآخر. فالحبّ إذاً هو الفيض الروحي، الذي يغمر الآخر دون أن يطلبه هذا الآخر. ويتطلب هذا النمط من الحبّ الإلهي البحثَ الصارم عن الله في الذات الإنسانية التي تنزع دائماً إلى الحلول في الذات الـمُحبّة الكبرى، الناضجة والمتخيلة حسيّاً وميتافيزيقياً. وذلك يعني التحرر من القيود الأرضية والاجتماعية كلّها مثلما توحي كتابات ريلكه، بغية تحقيق دين جديد قوامه الحبّ، ولا شيء غير الحبّ.
شكرا لمرورك الجميل عزيزي العلماني
كوكو
أنا هو من يشكرك يا صديقي على "لفت انتباهنا" لهؤلاء المبدعين الأفذاذ الذين يستطيعون دائماً أن يجمّلوا عالمنا ويملؤوا أرواحنا "بكؤوس من عبير" - كما يقول "جبران" -.