(05-05-2011, 04:03 PM)الحوت الأبيض كتب:  أوافقك بالكثير فيما تقوله، قرأت شخصا يقول أن ما حدث في تونس ومصر هو انتفاضات وليس ثورة (أو ليست بعد ثورة) فلو نجحنا بتبديل النظام القديم حقا سيعتبرها ثورة.... ما أراه في مصر من إضرابات عمالية ونشاطات نقابية واستمرار المظاهرات رغم تنحي مبارك دليل أن البعض واع لهذا الأمر ولا يزالون يكافحون للحفاظ على مكتسبات الانتفاضة لأنه قد يستطيع النظام تغيير الوجوه ليحافظ على نفسه... في كل الأحوال وحتى لو عاد نفس النظام القديم بواجهة جديدة فلا شك أن الوضع تحسن عما ذي قبل وسيدرك الحاكم القادم حدوده ويلزمها.

يا صديقي .
ليست كل الثورات جيدة و ليست كل الإنتفاضات قليلة الجدوى .
حتى تعبير مثل الثورة سيعاد دائما تعريفه ، بل ربما سيجرى استحداث تعبير جديد يعبر عن الحالات الثورية التي تسعى للتحرر من الأنظمة الفاسدة في العالم الثالث ، كما تم استحداث تعبير " الإنتفاضة " للتعبير عن الحالة الفلسطينية .
لست غريبا على فكرة الثورة ، فقد نشأت على ثقافة و تقاليد الثورة القومية الإشتراكية في زمن عبد الناصر . قد يراها البعض وهما ،و لكني لم أرها كذلك أبدآ ، فمن قصد الحق فأخطأه ليس كمن أراد الباطل فأصابه . هكذا كنت و ظللت دائما مؤمنا بالثورة كأداة للتغيير . يبقى أنه في زمن عبد الناصر كانت لدينا ثورة بلا ثوار ،و الان لدينا ثوار - و أخشى- بلا ثورة .
لست من الذين يركنون إلى الأفكار المسبقة بما فيها أفكاري الشخصية ،و لكني أراجع كل المسلمات فمثل تلك المسلمات غالبا ما تكون مخادعة . أحاول الآن في هذا الموضوع البحث عن إطار يساعدنا على فهم ما يحدث و بالتالي تقيمه و التعامل معه ،و لعل أول النتائج التي توصلت إليها أن أهبط بتوقعاتي لتصبح أكثر واقعية ،و أيضا أن أتعمق في فهم و تقدير أهمية وجود قيادة يتم الإلتفاف حولها حتى لا تضيع جهودنا هباءا .
أعتقد أن مصر دفعت ثمنا كبيرا يليق بثورة حقيقية شاملة ،و أتمنى ألا نحصل على مجرد " صفارة " نلهو بها قليلآ ثم يعود كل شيء ليصبح في يد البيرقراطية المصرية التي أفسدت حياتنا . في يوم 11 فبراير أدركت أننا حققنا ثورة كبيرة و رائعة ،و لكن في الأسابيع التالية لم أشاهد أثرآ لتلك الثورة ، كأنما اختفت قي غياهب التاريخ . هل تلك مجرد غفوة المحارب استعدادا لإستكمال المعركة الظافرة ، أم ما حدث كان مجرد صحوة الموت . هذا الجهد و نظائره هي محاولات لدعم الحياة .