بسم الله الرحمن الرحيم

هنا نطرح وجهة النظر المقابلة لأغلب قناعات أعضاء النادي حول شخصية وحياة ومنهج الشهيد أسامة بن لادن من أقوال العديد من الأدباء والمفكرين والعلماء من كافة الإتجاهات والأفكار والمذاهب والديانات ، وكما نعلم فإن لكل شخصية جماهير ، فمنا ما هو - مع - ومنا ما هو - ضد - ، ولكل مع وضد وجهة نظر يعضد بها كلامه ورأيه ، والتي بالطبع تصاغ من خلال الخلفية الفكرية لكل شخص والتي تضع معايير معينة لتقييم أي فعل أو رجل أو نظرية ، فالعلماني له معايير يقيم من خلالها الأفعال والأطروحات تختلف عما هي عند الإسلامي ، وكذلك الحال مع الرأسمالي والشيوعي والإشتراكي أو بين المسلم والمسيحي واليهودي .

فبين مغالي في الحب وبين مغالي في البغض وبين متوسط بين هذا وذاك وبين من هو لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء انقسم الناس حول بن لادن كشخصية وكفكر وكمبدأ وكمنهج ، فهناك من أحب شخصه وكره منهجه وفكره وأفعاله ، وهناك من أحب مبدأه وكره شخصه ومنهجه وفكره ، وهناك من أحبه وأحب مبدأه وفكره وشخصه وهناك من كره الجميع ، وقطعاً لعب الإعلام دوراً بارزاً في صياغة الكثير من الأفكار سواء السلبية أو الإيجابية عن الرجل .

فإذا قسمنا عوامل التأثير التي ساعدت في صياغة نظرة منهجية لتقييم الرجل سنجدها تتمحور حول ثلاثة أمور " الفكر أو الخلفية والإعلام والأفعال " وقد وضحت العاملين الأولين كثيراً أما عامل الأفعال فهي أفعال بن لادن نفسه ، فتجد أن هذه الأفعال أثارت سخط الإسلاميين أنفسهم والتي أدت لزيادة التضييق والخناق عليهم في كثير من الدول حتى أصبحت فزاعة يستخدمها الغرب وأدواته في المنطقة لتشويه صورة الإسلاميين ككل ، وصورة الحركات الإسلامية وتنفير الناس والحكومات والشعوب منها .

ومهما قلنا عن بن لادن فإن الحقيقة الماثلة الواضحة هي أن المنهجية التي حكمت أفعال وخطوات بن لادن كانت عبارة عن ردة فعل عنيفة على براثن الحضارة الغربية والتي تقطر دماً بعد أن روعت القريب والبعيد وارتكبت المجازر تلو المجازر في أغلب دول العالم وخصوصاً الدول الإسلامية ، في ظل هذا الجو لن يخرج إلا مثل أسامة ومثل القاعدة ، وفي نفس الوقت من الطبيعي أن تخرج حركات أكثر تفهماً وأكثر قدرة على إحتواء الصدمة الفكرية والأيدلوجية والعاطفية ، إلا أن العوامل جميعها اجتمعت في العالم الإسلامي لتكون مثل هذه الشخصيات " الإستبداد السياسي والفكري والتدخل الإستعماري الإجرامي والصدمة التي ما زال المسلمين يعيشونها حتى الآن والمتمثلة في الغاء الخلافة وتشتت الدول الإسلامية " ، ولذلك بن لادن هو ثائر أخلص لمبادئه ومات كما أراد وأصبح رمزاً من رموز المقاومة وعلامة فارقة في تاريخ الأمة الإسلامية ، وإن كان الثورات الشعبية التي أطاحت في أنظمة قمعية لها باع في الإستبداد والقمع قد وجه ضربة قاصمة لمنهج القاعدة إلا أن الرجل كما عبر عنه المصريون في استطلاع للرأي " نحبه ونكره أفعاله " ، هذه الجملة هي كانت عنواناً لكثير من الشباب والمثقفين في العالم العربي والإسلامي .

" لواء الدعوة "