عزيزي حكيمو،

لا تبحث عن الأدوات بل عن العقول المسيرة، وسأفترض جدلا أن هذه الأديان أدوات يتم قتل الناس بها، هذا لا يعنيني، يعنيني من يقف خلف هذه الأداة..

في جريمة القتل لا أتوقف عند أداة الجريمة بقدر ما أتوقف عند القاتل والدافع يا بعد عمري..

أنا أتبنى رأي فيروز في فلم بنت الحارس حين قالت لريما

يا ريما، كان في حرامي، وكان في حارس، راح الحرامي، فراح الحارس معو، ولحتى يرجع الحارس، لازم يرجع الحرامي...

هلأ إن بتحسن تخلي أهل مصر تترك الدين، بوذا مع دواليبك، لكن أنت تعلم كما أعلم أن هذا الأمر يكاد يكون أكثر من مستحيل، فلا فائدة من بذل جهد في سبيله.. وحين لا تستطيع حلّ أزمة فمن الأوفق أن تسعى لإدارتها حتى تخرج بأقل الأضرار، وما دام الدين عنصرا أساسيا في حياة المصريين، وما دام نزعه لن يكون إلا بدكتاتورية لادينية مدة لا تقل عن خمسين سنة، مع احتمال فشل كبير جدا، ومادام أن الناس ستتدين وتتمذهب وتتمحور حول أديانها ومذاهبها، فمن الأوفق البحث عن طريقة لإدارة هذا الأمر، لأنك إن لم تدره كقيادة مصرية، سواء قيادة سياسية أم شعبية، فإن غيرك سيديره، وإن من سيديره سيكون من دهاقنة إدارة رؤوس الناس، وحين أريد التحليل والربط السياسي، فإن جهازا جريحا كجهاز أمن الدولة، ودولة مجاورة تتربص بالناس العداء، لهما أكثر من مصلحة من إدارة هذا الشأن بطريقة دموية تعيد إلى الواجهة مطالبات بإعادة الجهاز المنحل، الذي يعنيه إيجاد الفتن للتعيش عليها...

أنا أتهم صراحة أن جهاز أمن الدولة المنحل بالتشارك مع السعودية يقومان بهذه الفتن، طبعا لا يعني هذا براءة الأدوات بل توضيح لما يجري.

الأدوات كونها بشر فهم مسؤولون، وهم ينبغي تحييدهم بطريقة سياسية وفكرية قبل أن تكون أمنية، وهذا يحتاج عملا دؤوبا على الأرض وحماية لمن يعمل مع توقع تقديم "شهداء" بين يدي العمل ومن خلاله وبعده، فلن تترك الذئاب فرائسها دون قتال، ومن يحلم بذلك عليه أن يسعى لعالم أليس في بلاد العجائب بدل الكرة الأرضية الحالية.