اقتباس: وكشفت التحريات عن أن السيدة التي يتم البحث عنها كانت علي علاقة بالسائق علي الرغم من أنها متزوجة في أسيوط وحضرت إلي القاهرة وأعلنت اسلامها وتزوجت السائق عرفيا وليس بعقد رسمي نظرا لانها متزوجة من آخر وهي التي تسببت في إندلاع الاحداث كما أن السائق هو الذي اشعل نار غضب السلفيين بادعائه كذبا بأن زوجته المسلمة مختطفة وان السلفيين لم يعلموا حقيقة الأمر وأن السائق ضللهم مما دفع أجهزة الأمن للتحفظ عليه.

أمامنا سيدة قبطية متزوجة من رجل مسيحي تتزوج من رجل مسلم (متزوجة من اثنين !!!) من خلال عقد غير رسمي. فتقوم أسرة هذه السيدة باختطافها، وينمى إلى علم الزوج الثاني المسلم أنها محتجزة داخل كنيسة، فيخبر "السلفيين" بوصفهم الأمناء على "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، فيقوم هؤلاء بالهجوم على الكنيسة وإحداث فتنة طائفية يروح ضحية لها العديد من القتلى والجرحى.

لو عكسنا الأمر وتمت العلاقة بين سيدة مسلمة متزوجة، تعتنق المسيحية وتتزوج عند البروتستانت (مثلاً) برجل مسيحي، فتقوم عائلة هذه باحتجازها في مسجد، فهل على "العاشق المسيحي" أن يجمع البروتستانت والأقباط ويذهبون إلى المسجد كي يهدموه على رؤوس أصحابه؟

ما هذا العبث؟ ومن الذي فوّض السلفيين بلعب دور "جهاز الشرطة" و"جهاز أمن الدولة"؟ وكيف يسمح القائمون على الأمر في مصر بهذا؟

لو كنا في دولة علمانية حقيقية، يكون فيها الدين شأناً شخصياً بحتاً. فإن كل ما يستطيعه السائق العشيق الزوج هو الذهاب إلى مخفر الشرطة وتقديم بلاغ باحتجاز شخص رغماً عن إرادته في مكان ما، وتحمّل تبعات البلاغ إن كان كاذباً. كي تجري الشرطة تحقيقاتها وتصل إلى الحقيقة بهدوء ودون كل هذا الدم المراق هدراً ودون سبب يذكر.

لو كان الدين أمراًَ شخصياً بحتاً وكانت مصر علمانية حقيقية لما حدثت هذه الجلبة من الأساس. ولكانت "عبير طلعت حمزة" تطلقت وخرجت من المسيحية واعتنقت الإسلام وتزوجت السائق و"كفى الله المؤمنين شر القتال". ولو جاءت غداً "فاطمة محمد عبدالسلام" وعشقت "عبدالمسيح صليب"، فباستطاعتها أيضاً أن تتطلق وتتزوج من عشيقها (حتى لو غضبت منها عائلتها) ولا يستوقف هذا الأمر رجلاً واحداً في الشارع كي يسأل : "إيه الحكايه"؟

أعلم أني "أنادي بواد"، ولكن هذه الحوادث لا نهاية لها، وإن كان على المجتمع المصري أن يتمزق نسيجه الوطني من أجل "فلان أو فلانة" لأنه عشق واحدة من غير ملته أو لأن واحدة غيرت مذهبها فهذه مصيبة حقاً. مع هذا فكلي أمل حقاً أن تتعلم الفئة الكبيرة من الشعب وتتعظ من هذه الأحداث ويقومون بنبذ المتعصبين في البداية، وبعدها يفكرون بنزع فتيل "الطائفية" مرة واحدة من مصر بضم أبنائها جميعاً تحت يافطة "المواطنة" وليس يافطة "مسلم \ مسيحي" و "هلال \ صليب". فالدين لله والوطن للجميع ...

واسلموا لي
العلماني