{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
المثقفون والثورات العربية
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
المثقفون والثورات العربية
أجندة مفتوحة: المثقفون والثورات العربية

http://www.youtube.com/watch?v=FW7jPjOhb_k







المثقفون والثورات العربية
يرى الإعلامي والباحث الأكاديمي المعروف خالد الحروب في هذه المقالة أن الثورات العربية أخذت تعيد اليوم تعريف المثقف العربي ودوره في التغيير السياسي والاجتماعي والثقافي الذي يفرض نفسه على المنطقة وشعوبها، مبينا في الوقت ذاته جدلية العلاقة بين المثقف والسلطة.


الصورة د.ب.ا
طرحت الثورات العربية تساؤلات حول عدم مقدرة المثقفين والنخب على تحريك الشارع

بين حدّي إضفاء هالة البطولة أو إلصاق تهم التخوين بهم من قبل الناس تتيه مجموعات المثقفين في كل حالة ثورية. البعض يعتبرهم أبطالاً أو شبه أنبياء يجترحون الخوارق. والبعض يخلع عليهم صفات المعرفة والسلطة الثقافية التي تمتلك شرعية توجيه المجتمعات والناس الغارقين في تساؤلات الحيرة والباحثين عن أجوبة وعمّن يأخذ بأيديهم نحو "الخلاص" المعرفي. استنزفت موضوعة المثقفين وتعريفهم، ودورهم أو أدوارهم، البحث والسجال والكتب الكثيرة. وربما لم تتبقّ فكرة في سياق استكناه ما يرتبط بهم من دون أن تتقلب على أوجهها كلها. مع ذلك لا تخفّ جاذبية الموضوع التي سرعان ما تعاود تلميع ذاتها كلما حلّ ظرف جديد استدعى إعادة النظر في النقاشات السابقة وقراءة المثقف وتموضعه في ظل ما استجد من ظروف لا سيما إن كانت جذرية.

الثورات العربية تعيد اليوم مسألة دور المثقف العربي في التغيير السياسي والاجتماعي والثقافي الذي يفرض نفسه على المنطقة وشعوبها. وجوانب التجديد التي يطرحها نقاش "المثقفين والثورة" بصورته التي تتشكل راهناً كثيرة ومختلفة عن جوانب النقاش في حقب سابقة. في نقاشات أدوار المثقف العربي والتعريف به (الطاهر لبيب، برهان غليون، غالي شكري، جورج طرابيشي، نديم البيطار، عابد الجابري، عبد الإله بلقزيز، وعشرات آخرون) احتل المثقف العضوي الغرامشي وتنويعاته المختلفة قلب المشهد الجدلي. المقاربات العربية والعالمثالثية لهذا المثقف اندفع الكثير منها من منطلقات أيديولوجية همها الأساس تغيير الوضع القائم، البائس داخلياً في المجمل، والتابع خارجياً لقوى هيمنة إمبريالية في الغالب الأعم. نُظر إلى المثقف بكونه الطليعي حامل الشعلة التي تكشف المسار لـ "الجماهير"، وبكونه الأعمق ثقافة ودراية بالمآلات الكبرى للمجتمعات والمصالح الأنانية لنخبها الحاكمة. المثقف هو قلب العملية التنويرية والتعريفية بالاختلالات البنيوية التي تحتاج إلى معرفته العميقة وذكائه ثم شجاعته لكشفها وفضحها وحشد الجماهير ضدها وضد المنتفعين بها.

الشباب والإعلام الاجتماعي

الصورة د.ب.ا
"في زمن الثورات العربية لم يعد هذا المثقف المصدر الأساسي للمعرفة أو المعلومة أو منطلق التحريض والتعبئة"

المثقف العضوي منتمٍ إلى مجتمعه وطبقته بلا تردد، ومدافع لا يهدأ عن مصالحها، وأحياناً كثيرة يقوده ذلك الدفاع إلى العماء عن عيوبها وفشلها الداخلي، لكنه يبرر ذلك بتقديم التناقض الرئيسي على التناقضات الثانوية، تاركاً العفن يأكل في عمق التكوين الإنساني والجماعي والفردي للمجتمعات. الثورات العربية قدمت نوعين آخرين من الفاعلين الثوريين: الشباب والإعلام الاجتماعي. كل من هؤلاء الفاعلين مندفع للتغيير وفضح الفساد وكشف ما يُراد له أن يظل بعيداً من عيون الناس، لكن في الوقت ذاته غير منخرط في مشروع أيديولوجي محدد القسمات. بهذا المعنى فقد دفعت الثورات العربية الناجحة وغير الناجحة، وفي ذرى فوراناتها، جدل السياسة والأيديولوجيا إلى أمدية صحية كبيرة، مقدمة تسيّس الشرائح الشبابية ووسائل إعلامها على أيديولوجيا المثقفين العضويين والشرائح الحزبية المؤدلجة والموغلة في الماضي، عمرياً وعقلياً. الشباب والإعلام الاجتماعي والفضائي (بحسب البلد المعني الذي تحدث فيه الثورة!). ولم نعد أمام الصورة الكلاسيكية للمثقف الذي يظنه الناس ممتلكاً الحقيقة حتى ولو كرر إعلاناته بخلاف ذلك، ولم يعد هذا المثقف المصدر الأساسي للمعرفة أو المعلومة أو منطلق التحريض والتعبئة. الشرائح الشبابية والإعلام المعولم احتلت هذه المكان باقتدار. كل ما صار يتمناه مثقف اليوم الغرامشي والعضوي أن تتاح له دقائق عدة على شاشات هذه الفضائية أو تلك كي يخاطب "الجماهير".


الأمر الجديد الآخر الذي يجلبه النقاش المتجدد حول المثقفين والثورة هو تعريف المثقف. وهنا نحن نواجه اليوم ميوعة مذهلة في تعريف مفهوم المثقف سببها الإعلام الفضائي على وجه التحديد والذي أنتج لنا المثقف الشعبوي (أو المثقف المهرج). كان تعريف المثقف يواجه دوماً صعوبات جمة ولم يكن من السهل "هندسة" قائمة من المؤهلات أو الإنجازات يتأتى لحاملها الاتصاف بصفة مثقف أو حرمانه منه (هذا فضلاً عن صعوبة الإجابة على سؤال من يمنح من؟). لكن على رغم تلك الصعوبات كان ثمة توافق أو افتراض ضمني على اشتراط قدرة معرفية متميزة، ليس بالضرورة خارقة أو إبداعية، لكنها تؤهل صاحبها أو صاحبتها للخوض في الشؤون العامة وتشخيصها والتجرؤ على اقتراح أفكار لمواجهة المآزق. اليوم ارتبك هذا التوافق أو الافتراض الضمني مع بروز المثقف الشعبوي الذي يستند على رافعة الإعلام المتلفز في شكل أساسي. شروط المثقف الشعبوي ليست سهلة أيضاً، لكنها لا تتضمن عمق المعرفة والثقافة الرصينة. ما تتطلبه هو درجات قصوى من الإثارة، في المظهر العام، في نبرة الصوت، في السبك اللغوي، في تكنيكات السجال والإفحام، في النزول إلى الحضيض إن لزم الأمر في حلبة النقاشات، في التنبه للمزاج الشعبوي السائد وركوبه وعدم تحديه، في توظيف مفاهيم المؤامرة، والضحية، والاستعمار وهكذا. هذا المثقف عضوي هو الآخر ولا يستطيع أحد أن ينزع عنه "عضويته" أو "غرامشيته" فهو مدافع صلب عن الثورة وجماهيرها، لكنه أيضاً مثقف "غزية"، يغزو حيث تغزو القبيلة، ويروح معها حيث تروح، لا ينتقدها ولا يرى فيها عيباً.

مثقفو السلطة والوضع القائم

الصورة د.ب.ا
عمدت النظم الدكتاتورية دوما على تجنيد مثقفين وإعلاميين للتهليل والتزمير لهذه الأنظمة .

بيد أن المثقف العضوي بتنويعاته، الجادة أو الشعبوية، المدافع عن قضايا الشعب، ليس هو المثقف الوحيد الموجود في ساحة الثورة، أي ثورة. فهناك قائمة طويلة لأنواع أخرى من المثقفين وهم مثقفو السلطة والوضع القائم. هؤلاء يحتاجون أيضاً إلى إعادة نظر في مواقعهم وتنظيراتهم في ضوء الثورات العربية الحديثة. مثقفو السلطة (وهم غير الأبواق الإعلامية والصحافية الهشّة الثقافة والعمق) وجدوا أنفسهم في موقع صعب أيضاً. فهم بحكم ثقافتهم ودرايتهم التاريخية والعميقة يدركون حتمية التغيرات الواقعة في المنطقة العربية، ويدركون الفرق الجوهري بين العلاج الحقيقي والمسكن الموقت. والأهم من ذلك كله أن رزمة المسوغات التي كان جدلهم يقوم عليها لتسويغ الأمر القائم والانحياز للديكتاتوريات قد استنفدت أغراضها.


لم يعد بالإمكان، على سبيل المثال، التذرع بمسوغ الحاجة إلى الوقت من أجل إحداث التنمية الاقتصادية التي يجب أن تسبق أي تنمية سياسية أو انطلاق نحو الحرية والديموقراطية. تبين لنا أن عقود التنمية التي أنفقتها الشعوب صابرة على حكامها لم تكن سوى عقود من الفساد والزبائنية البغيضة. وتبين لنا أن عقود "لا صوت يعلو صوت المعركة" لم تكن سوى عقود من الحكم الفردي التدميري الذي أعاد هذا البلد أو ذاك عقوداً طويلة إلى الوراء. وتبين لنا أن عقود "الخصوصية الثقافية" لم تكن سوى عقود الاختباء خلف تأبيد الاستبداد وفرض أشباه الثيوقراطيات على المجتمعات العربية بمسوغات ومبررات ثقافوية ودينية. وهكذا وصلت درجة التعفن الذي تراكم طوال تلك العقود تحت السطح تحت غطاء الاستقرار الظاهري الزائف إلى درجة الانفجار الوبائي التي لم يعد يصلح معها توظيف أي من تلك المسوغات أو غيرها لتسويف التغيير والإصلاح السياسي.

من جهة الأنظمة التي انهارت أمام الثورات أو تلك التي قيد الانهيار، فإن ثمة جوانب سوريالية تميز رد فعلها مقابل تلك الخاصة بتبدل جوانب من تعريف المثقف وأدواره. فهذه الأنظمة حاربت المثقف التقليدي العضوي وقمعته وسجنته وطاردته وفي ظنها انه هو قائد الثورة. ولأن هذه الأنظمة وعقلياتها ما زالت تنتمي إلى الماضي فإنها تخوض معارك الثورات ضدها بذهنية قديمة. لذلك ليس من الغريب أن يكون المثقفون والصحافيون ومن هم على شاكلتهم أول المستهدفين من قبل أجهزة القمع العربية. لكن علينا الاعتراف أن هذا القمع المنطلق من عقلية قديمة يحقق هدفاً، ربما لم يكن هو المقصود المباشر من قبل هذه الأنظمة، وهو إخراس جدل الثورة وحرمانه من التعولم. صورة الثورة تتعولم، ومطالبها تتعولم، لكن جدلها والتنظير لها غائبان.


خالد الحروب
حقوق النشر: قنطرة 2011
























الجديدة – قسم الدراسات : يعد المفكر السوري صادق جلال العظم من أبرز المثقفين العرب الذين يتخذون مواقف واضحة من قضايا حقوق الإنسان وحرية التعبير. في حواره التالي مع موقع قنطرة يتحدث العظم عن ضرورة النقد الذاتي من طرف المثقفين العرب بعد نجاح الثورتين في مصر وتونس. منى نجار التقته في بيروت.
“مقارنة بأوروبا الشرقية دور المثقف العربي أضعف ولكن هناك شيئ شبيه” نلاحظ الآن أن الغالبية العظمى من المثقفين العرب يؤيدون الثورات، لا سيما تلك التي حصلت في مصر وتونس. لكن قبل اندلاع التحركات الاحتجاجية ونجاحها لم يكن موقف الكثير من المثقفين واضحا وناقدا بالشكل الذي نراه الآن للأنظمة الاستبدادية. ألا تظن أن الوقت حان الآن للقيام بنقد ذاتي من طرف الكثير المثقفين؟

صادق جلال العظم: لا أعرف أحدا قام بمسح لآراء المثقفين واطّلع على المواقف التي اتخذوها أو أجرى مقابلات معهم. هذه المسائل ضعيفة في بلادنا ونعتمد غالبا على الحدس والانطباع وقراءة يومية للوضع. إذا أخذنا مثقفا مصريا كمثال وهذا ينطبق على عدد من الدول الأخرى، التي تشهد تحركات وانتفاضات، فسنجد أنه قد عاش ضمن نظام له طابع شمولي ديكتاتوري يحد من الحريات والتعبير عن الرأي وهو مضطر كمصري بشكل أو بآخر أن يتعامل مع هذا النظام.
أنا لا أعتقد أن هذا الشخص مثلا جنّد نفسه لخدمة النظام. أنا أعتقد وأعرف من تجارب كثير من المثقفين، أنه لكي يستطيع المرء أن يستمر ويقوم بعمله كأستاذ جامعة مثلا أو ككاتب يقدم عددا من التنازلات، حلول وسط ضمن حدود، بتقديره هو لا تحرجه، يعني لا “تسوّد صفحته”.

عندما تحدث ثورة يصبح دور المثقف مثل أي مواطن آخر. من الممكن أن يخاف أو أن يشارك بقوة. وبعد نجاح الثورة كل هذه الكوابيس ترتفع ويشعر أنه تحرر من الاضطرار إلى تقديم هذه التنازلات، ويستطيع أن يتحرك بحرية. هذا النوع من المثقفين لا أظن أنهم مضطرون لأن يقوموا بنقد ذاتي، من الممكن أن يفسروا أو يشرحوا. ولكن هناك مجموعات أخرى كانت أبواقا للسلطة، عملت في الإعلام أو لعبت أدوارا تبريرية للنظام، مجدت القائد أو الرئيس. هؤلاء بلحظة يقظة ضمير من الممكن أن يعتذروا. ولكن مهما عملوا لن تصدقهم الناس ولن يستطيعوا تبيض صفحتهم، الكثير منهم ينسحبوا، يتراجعوا.

الصورة دويتشه فيله
“لأول مرة في العالم العربي نرى حركة احتجاج تطيح برئيس جمهورية فيها موسيقى وشعر ورقص وبالونات” أليس من الضروري أن يقتح نقاش الآن عن المواقف المختلفة التي اتخذها المثقفون؟

العظم: ما زال الوقت مبكرا على فتح نقاش جدي. لا بد أن تصدر عدد من الأصوات أو المواقف، التي تدعو إلى هذه المراجعة. أنا لا أريد أن أقسو على المثقفين، إلا إذا كان واضحا مثلا كما هو في حالة جابر عصفور، المدير السابق للهيئة العليا للثقافة والذي أصبح وزيرا للثقافة في آخر أيام الرئيس مبارك ، الذي كان إلى حد ما محافظا على مسافة بينه وبين نظام مبارك وبعد ذلك سقطت هذه المسافة. هؤلاء لا يمكن أن نحترمهم بعد الذي حصل. والآن تظهر قوائم مع الأشخاص والمؤسسات التي قبضت من القذافي. بعد أن ترسو هذه الثورات ويتشكل نظام مدني ديموقراطي، عندئذ من الضروري فتح هذا النوع من النقاش. لكن أنا أعتقد أن دور المثقفين كان مهما من ناحية التحضير للثورات.

ماذا تقصد بذلك؟ الثورة قام بها الشباب؟

العظم: منذ مدة طويلة وقف عدد كبير من المثقفين بشكل واضح وصريح وأحيانا بشكل غير مباشر عبر الأدب، عبر الرمز مثلا مع قضية المجتمع المدني ودور المجتمع المدني، وقفوا مع قضايا حقوق الإنسان، أكدوا على المواطنة والحريات العامة. إذا رجعنا إلى “بيان الـ 99″ سنة 2000مثلا ، وهو بيان وقعه مثقفون، جميع الشعارات تقريبا التي رفعت خصوصا في تونس ومصر موجودة فيه: رفع حالة الطوارئ أو المطالبة بالحريات موجودة هناك. كل الشعارات والآمال والتوجهات المطلوبة موجودة. لعب المثقفون دورا من هذه الناحية، خصوصا العلمانيون والمستنيرون لدرجة أن الأحزاب الدينية الرئيسة على طريقة “الأخوان المسلمون ” تأثرت بأطروحاتهم.

وهناك أيضا دور كبير للنموذج التركي، أقصد بذلك نموذج الإسلام التركي، أي وجود حزب مرجعيته إسلامية في بلد يعتبر نفسه مسلما، بلد مهم، له تراث إمبراطوري، ويصل هذا الحزب إلى السلطة بطريقة سلمية ديموقراطية سلسة بدون أن يشك أحد في نزاهة الانتخابات ولا يؤدي إلى خراب مثل ما صار في أمكنة أخرى حيث حاول الإسلاميون الوصول إلى السلطة مثل مصر، سوريا، الجزائرأو السودان. ناقش المثقفون هذا النموذج وأهميته بالنسبة إلى التداعيات وتطبيقاته والتشبه به.

، متظاهرون في دمشق الصورة ا ب
“الآن نرى روحا وممارسة جديدتين وأكبر مفاجأة هو القطيعة التي صارت مع النمط القديم لطريقة الاحتجاج والتظاهر المدني” أنت كنت أحد المشاركين في “بيان” 99، كما كنت دوما تدافع عن قضايا حرية الرأي. هل المجهود الذي بذلته شخصيا خلال العقود الماضية أثمر في النهاية في إطار هذه الثورات؟

العظم: طبعا لا أدّعي أن المجهود الذي قمت به أدى إلى الثورات. ولكن لا شك هناك تراكم، ليس فقط تراكم نشاط المثقفين، أيضا تراكم الواقع والمثقفون يواكبون هذا الواقع، يعبّرون عنه ويصفوه. عبروا عن انسداد الأفق أمام التجارب الأخرى مثلا التجربة الاشتراكية العربية أو التجربة الناصرية. بدؤوا يتكلمون عن البدائل وأن البديل الوحيد عن الاستبداد هو الديموقراطية ، في نفس الوقت تم طرح فكرة المواطنة. دارت نقاشات كثيرة وأنا أحد المشاركين في هذه المناقشات عن موضوع أهمية المواطنة، إذا أردنا نتجنب حرب أهلية طائفية.

المعارضة التونسية، الصورة بوزيز
“أنا أعتقد أن دور المثقفين كان مهما من ناحية التحضير للثورات” نلاحظ أن دور المثقف في المجتمعات العربية بشكل عام ضعيف وليس له وزن فعلي. ما هي نظرتك أنت؟

العظم: طبعا هناك ضعف ولكن هناك جانب آخر أيضا. نحن متأثرون بنموذج المثقف الفرنسي، كمثقف عام، له رأي في كل القضايا المهمة والكبيرة. من ناحية أخرى في المجتمعات التي مستوى الأمية فيها عال يكتسب المثقف دورا أكبر وأهم. ولكن ليس بسبب أهمية المثقف أو بسبب عمق أفكاره ولكن نسبة إلى مستوى التعليم أو الثقافة السائدة في هذا البلد. أحيانا المثقف الحديث عندنا ورث دور الرجل الفقيه، رجل الدين في السابق. هناك شيئ باقي، لمسة، نظرة، شيئ من الاحترام الذي يُكنّ لرجل الدين انتقلت لمسة منها إلى المثقف.

ولكن إذا أردنا أن نتحدث عن الفاعلية المباشرة طبعا ضعيفة. الأمر كان سيختلف إذا كانت الحريات متاحة كمواطن أيضا ليس فقط كمثقف، عندما يدّرس في الجامعة مثلا تكون هناك حصانة لأرائه. إذا فكرنا بالدور الذي قام به المثقفون في دول أوربا الشرقية مثل تشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفياتي في إنهاء الحكم الاستبدادي، نرى أنهم لعبوا دور تحضير وبلورة الأفكار. مقارنة بأوربا الشرقية دور المثقف العربي أضعف ولكن هناك شيئ شبيه.

هل تتوقع بأن يلعب المثقفون العرب دورا جديدا بعد الثورات؟

العظم: لن أتنبأ، ولكن أرجو ذلك. لا شك أن مصر وتونس تمران الآن بلحظة نسميها كاريسماتيك، لحظة مؤسِسَة وكاريسماتيك، نحس حالة حرية وفوران. هذه الحالة لا تدوم ، بعد ذلك تتحول إلى روتين الحياة، تتمأسس وهذه الروح تدخل على المؤسسات التي تنشأ أو المؤسسات القديمة التي ستتحول.

ماذا كانت أبرز مفاجآت الثورتين المصرية والتونسية بالنسبة لك؟

العظم: الابتعاد الكلي والنبذ تقريبا لنمط الحركات الاجتماعية التي نعرفها في السابق. الهتافات التي كانت تهتف والشعارات التي كانت ترفع فيها تقريبا كلها اختفت. لم أحس أنها اختفت بشكل تدريجي، لكن يبدو أن هناك قطيعة حدثت.
في السابق كانت حركات الاحتجاج ترفع شعار “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” أو “لا حرية لإعداء الشعب”، والتحركات تبقى دائما متجهمة، وجوهها عابسة، هناك جو تأزم شديد. هذا كله لم نحس به، بالعكس لأول مرة في العالم العربي نرى حركة احتجاج تطيح برئيس جمهورية فيها موسيقى وشعر ورقص وبالونات. هذا أقرب من الذي نشهده في أوربا أو الولايات المتحدة الأمريكية مما الذي اعتدنا عليه في السابق. والسابق ليس بعيدا. لنتذكر مثلا الاحتجاجات على الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية أو قضية سلمان رشدي، أو المظاهرات الداعمة لفلسطين.

الآن نرى روحا وممارسة جديدتين وأكبر مفاجأة هو القطيعة التي صارت مع النمط القديم لطريقة الاحتجاج والتظاهر المدني. هذا فيه نوع من النضج العالي. حتى الأمور الدينية التي ظهرت كانت تمثل تدينا فرديا، الذي يريد أن يصلي يصلي، الذي لا يريد لا يصلي. الذي يريد الوقوف تحت الصليب يقف، والذي يريد سماع القرضاوي يستمع.




















الثورات العربية وسقوط المثقفين
عبدالعزيز القناعي
01/03/2011
لا يوجد دور للمثقف العربي
الرابط الدائم:
http://www.jidar.net/node/6121

المتتبع لخط الثورات العربية الجديدة بدءا من تونس ومصر وانتهاء بالوقت الحالي بما يحصل في ليبيا يلاحظ أمرا ما كان مختفيا على الساحة الثقافية الجارية وهو إختفاء دور المثقفين والمنظرين العرب حيال الأزمات المشتعلة تباعا، ففي الفترة ما قبل بداية الثورات كان المنظر العربي، سواء داخل الأوطان العربية أو بالمهجر، ونقصد به من يحمل ثقافة التفكير والتحليل بناء على نظريات التنوير والحرية والعدالة والمساواة بين الشعوب وضرورة تحقيقها على أرض الواقع العربي من المحيط الي الخليج، يملئ الدنيا ويشغلها بالشعارات الايديولوجية والافكار التقدمية المتحررة عن ضرورة تحقيق الكيان العربي الأوحد، وطالما نظر أولئك المنظرين الي الشعوب العربية بانهم عاجزين أو غير قادرين على تحقيق الثورات والوعي المطلوب نظرا لثقافة الاستهلاك السائدة بالجو العربي العام، وقد اصبح هؤلاء المفكرين في وقت من الأوقات عالة على المجتمعات العربية لما يحملونه من أفكار ونظريات تزعج السلطات أحيانا، وعاشوا بافكارهم من خلال الصالونات الثقافية الراقية والابراج العاجية بانفصام عن الواقع الحقيقي الذي تعيش به المجتمعات العربية قاطبة، وبعد بداية المد الثوري والذي كان للشعوب العربية العادية الفضل الأول والاخير في نجاح مثل هذه الثورات لم يستطع أي منظر أو مفكر عربي من مواجهة هذه التطورات السريعة، وأكاد أكون جازما بانهم تفاجئوا من وعي الشعوب العربية البسيطة وحاجتهم للديمقراطية بعيدا عن التحليلات والتنظيرات التى يحملها هؤلاء القوم ويتكسبون من وراءها مالا وجاها. لم يكن هناك في الوقت الحالي أي دور لاي مثقف عربي في قيادة وإشعال الثورات العربية، بل إن تجربة الكاتب والمثقف جابر عصفور بقبوله وزارة الثقافة المصرية في فترة حرجة كانت سببا كبيرا لرؤية ما بداخل الجسد الثقافي من اخطاء وسلبيات رافقت الثورة، وفي تونس من قبلها وهي البلد الذي يحمل نسبة عالية من المثقفين وأصحاب الشهادات لم نري أيضا أي دور فعال للنخب الثقافية في إنطلاق شرارة الثورة بل ان من قام بها وأشعلها هو إنسان جامعي بسيط يتكسب من عربة صغيرة ليحفظ قوت يومه، اننا أمام هذه الإشكاليات الواقعية ما بين أفراد المجتمع العربي والمثقفين لنقف عاجزين عن معرفة مدى الهوة السحيقة ما بين ما يريده المواطن العربي وما بين ما تسعي إليه السلطات، ولم يستطع حتي البلاط الثقافي السلطاني التابع للسلطة السياسية للحاكم من إطلاق ناقوس الوعي لدي الحكام، بل كان هناك تناقض كبير وفجوة ما بين الشعب والسلطة، ولم يكن للمثقفين أي دور تاريخي مفترض بأن يحصل، بل ان ما حدث هو مجرد سقوط في وحل النظريات والافكار الثورية. حين تعاني الشعوب من الظلم والقهر والإحباط فإنها تنطلق الي الآفاق غير آبهة بما سوف يحصل لاحقا، فالحرية هي المبتغي وهي عنوان النضال والثورات، ولم يكن للثقافة يوما ما إطار محدود بمن سوف يثور ومن سوف يجلس، فالمثقف هو من يؤمن ويرى قبل غيره وعي الإنسان البسيط للحصول على الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 05-10-2011, 12:54 AM بواسطة بسام الخوري.)
05-10-2011, 12:47 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
المثقفون والثورات العربية - بواسطة بسام الخوري - 05-10-2011, 12:47 AM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 11 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS