أخي أزهر....كلماتك لامست روحي بصدقٍ وشفافية ...لم أنفر منها أو أمتعض من صاحبها لأنها تصدر عن روحٍ تبحث عن شيء واحد اسمه"السكينة"تبحث بصدق وتطرح أفكارها وتأمل أن تصل لمبتغاها....أنا لا أملك إلا أن أخبرك شيئا واحدا...من قال:"اله المسلمين لم يطلب منك ان تحبه

المهم عنده ان تخافه

وتموت في سبيله"
صدقني لا يعرف عن الله أي شيء...ألم تسمع الحديث القدسي:"ذكري للذاكرين ,وجنتي للمطيعين ,وحبي للمشتاقين,وأنا خاصة المحبين"؟لو كان الله شخصا ديكتاتوريا يهمه خضوع رعيته -بحب أو من دون حب-فهل سيتكبد عناء ذكر المحبين والمشتاقين؟!ألن يكون جل همه هو وجود المطيعين والذاكرين؟!!وهل كان سيجعل نفسه "خاصة للمحبين"؟؟؟...أرجوك اسمعها بعقلك وبقلبك "أنا خاصة المحبين""حبي للمشتاقين"الله يحبنا ...يحبنا كما نحن ..يحبنا بأخطائنا وبمعاصينا وبزلاتنا...يشفق علينا...يحن علينا...يفرحنا...يرزقنا...يبقى عندنا في مرضنا ويأسنا وكربنا وفشلنا...أرجوك لا تسمح لمن اتخذ الدين وسيلة لعيشه أن يبعدك عن حبيبك ومعشوقك...نحن المؤمنون الذين عرفنا الله وأحببناه ,واتبعناه بعد أن أحببناه مبتلون بأشخاص يدعون أنهم (الناطقون باسم الله )وجل عملهم هو تنفير الناس عن طريق الله...هذه البلية منتشرة في كل دين وكل ملة...ولكن على كل واحد منا أن يسأل نفسه سؤالا بسيطا:هل أريد الله أم جنان الله؟؟هل أريد الله أم موائده والحور العين؟؟؟أخ أزهر أتريد "الله"فقط لأنه "الله"أم أنك تريد الجنة؟؟أرجوك توقف عن التفكير بالجنة والنار ...واسمع قول الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب:"إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار,وقوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد,وقوما عبدوا الله معرفة وحبا فتلك عبادة الأحرار"أخبرني أخي العزيز أأنت تاجرٌ؟أم عبدٌ؟أم حر؟تستطيع أنت أن تختار صفتك ....أرجوك دعك من خطيب مسجدك والخطيب الآخر والشخص الآخر الذي شد يدك بعنف-كلنا قد تعرضنا لمواقف كهذه-دعك منهم كلهم فهم نقطة سوداء صغيرة في صفحة بحثك عن العشق الرباني ...وجودهم ضرورة لتختبر صدق حبك لله رغم وجودهم كغربانٍ تنعق بصوته-والله منهم براء-دعك منهم... وابدأ بحثك عن الله حتى تعبد الله عبادة الأحرار عليك أن تعرفه ومتى عرفته همت في عشقه وحبه....ستقول لي القرآن مليء بآيات الترغيب والترهيب!!!سأجاوبك بنعم...آيات الترغيب والترهيب من دلالات حب الله لنا لأن الله يعرف أننا مختلفون بطبائعنا وتوجهاتنا ولكل منا مدخل تدخل من خلاله لروحه...بعض الأشخاص تفكيرهم تجاري بحت لن يصلي إلا إن قلت له سيكون لك بيت من زمرد او او في الجنة...ولكني أعلم أنك تعلم أن القرآن بالمقابل مليء بآيات الحب والرحمة والقرب ومناجاة الله لنا...ألم تسمع قوله تعالى:"ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"بالله عليك هل وعى شيخك هذه الاية وكان رقيقا معك ؟؟ألم يقل رسول الله بما معناه :"ماوضع الرفق مع شيء إلا زانه,وما سحب عن شيء إلا شانه"؟ألم يكون رسول الله لطيفا مع الجميع؟ألم يكن متواضعا ولينا ورقيقا؟لن أطيل عليك أعلم من خلال ماطرحته أنك تعلم أن الله قريب منا يجيب دعوانا وأنه لايكلف نفسا إلا وسعها....بما أنك قلت في نهاية موضوعك أنك لا زلت تريد الله من كل أعماقك فابدأ أخي رحلة البحث عنه ومعرفته وستنتهي بعشقه...صدقني أنا أتحدث معك من باب المجربة لا المنظرة....أنا لي مع الله قصة هيام وحب ...هو صديقي الحقيقي وحبيبي الحقيقي وطبيبي الحقيقي ...هو كاتم سري وملجأ شكواي...أتحدث معه في كل وقت..هل جربت أن تتحدث معه وأنت تأكل؟هل جربت أن تتحدث معه وأنت تدرس؟وقبل النوم ؟وعند المشي ؟هل جربت أن يكون هناك حديثا خفيا بين روحك وبينه؟حديثا لايعلمه ولا يسمعه إلا هو؟هل جربت يوما أن تصغي لهمساته؟أن تجرب الصمت الداخلي لتسمعه؟أرجوك بداية أترك المسجد الذي تذهب إليه ..إن استطعت أن تجد مسجدا حقيقيا ومصلين حقيقيين ومؤمنين حقيقيين فكن معهم ..وان لم تستطع حاليا فاعتزلهم وابدأرحلتك الخاصة مع الله...ألم يقل رسول الله:"عدد الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق"إذا أنت لك طريقة وأنا لي طريقة وآخر له طريقة أخرى ...المهم أن تجيب على سؤال واحد:هل خلقني الله ليسعدني أم ليعذبني؟هل هو محتاج لعذابك ليشعر بالقوة والنصر؟لو كان يريد دخول الناس جميعا إلى النار أفلا يكون خلق الجنة عبثا؟هل يحبك؟هل داراك وتودد إليك ورعاك وحفظك حتى قبل ان تعرفه؟وهل طلب منك الكثير بعد أن عرفته؟
الله هو محبوبك...هو معشوقك...تعامل معه على هذا الأساس وسترى ما ألذ العلاقة بينكما...ستشعر فعلا بقول رسول الله:"وجعلت قرة عيني الصلاة"..ستفهم شعوره عندما كان يقول:"أرحنا بها يابلال"....ستصير الصلاة موعد لقائك مع الحبيب ...وهل هناك أجمل من اللقاء مع الحبيب؟تحادثه وتناجيه؟وكذلك في كل العبادات الأخرى أرجوك أخي انزع عنك القشر وادخل إلى اللب...أرجوك لاتعتمد على أشخاص لم يفهموا ما الإيمان وما الإسلام وما القرآن وتأخذ بكلامهم وتفاسيرهم...لا تتأثر بيئة متعصبة تبعدك عن دينك الحقيقي الغريب في الأمر أنك مسلم وأني مسلمة ولكني لم أسمع يوما بأن الكل سيدخل النار...ومنذ صغري أعلم معنى:"وإن منكم إلا واردها"الورود أخي هو أن تتقرب من الشيء وتقف عنده كأن نقول" وردت الماء"أي ذهبت إلى النهر ووقفت عنده حيث الماء ولكن هل معنى هذا أني شربت لماء؟!أو اغترفت غرفة منه؟!"وإن منكم إلا واردها "تعني أننا جميعا نرتكب في حياتنا أمورا تقربنا من النار...ولكن الله بفضله ومنه يعصمنا من الوقوع فيها واغتراف غرفة منها...حتى وإن وقعنا فيها هذا لايعني أبدية وقوعنا واستحالة رجوعنا...أرجوك أخي تعمق في فهم الإسلام ...اقرأ أكثر ...واتصل أكثر مع الله...اجعل نية أعمالك كلها "قربة وحبا لله"...جرب أن تقول له "حبيبي "...و"عمري"...و"حياتي"...فللأسف أنصدم بأن هناك الكثيرين من المسلمين لم يقولوا يوما يا حبيبي يالله!!!وهل الإسلام إلا أن تحب الله وتحب خلقه ؟؟
في النهاية عندما قلت حضرتك:"ألا يعلم الله أني لست نبيا ولا وليا صالحا"أريدك أن تعرف أنك لا تعرف قدر نفسك...أنت مشروع ولي حقيقي محب لله لأنك لا تقبل لنفسك علاقة عادية مع الله مبنية على الرغبة والرهبة أنت تطمح إلى العلاقة الأعلى مستوى ...العلاقة التي لها آيات كثيرة في القرآن وأحاديث قدسية ونبوية كثيرة....علاقة تليق بمن هم مثلك....تقبل مني كل الاحترام والتقدير وخالص الدعاء أن تجد ضالتك ...اجتهد في الطلب وستصل إلى حيث الطمأنينة والسكينة إلى حيث الله ولا شيء سواه"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"......