عذرا للتأخر بالرد
و الله شيء مخجل و مبكي، الناس تموت، و البلد يغتصب، و نحن نتجادل من هو مجرم أكثر من الثاني.

حسنا لنقل كلمة و نمشي، اود فقط التعليق على عبارة الزميل الذي يكتب تحت اسم طرطوسي

اقتباس:"نكل الأسدان بالكثير نعم.
نكلا بمعارضيهما
إذا كان معظم معارضيهما سنة فالنتيجة أن يكون معظم من نكلا بهم سنة.
و لكن مرة أخرى أتحدى أن يكون أي معارض علوي لهما قد نجا من تنكيلهما.
إذن هو تنكيل على أساس الولاء و المعارضة و ليس على أساس الطائفة"

انا معك على طول الخط بهذا التحليل
المشكلة انه توجد معادلة تقول
غالبية الطائفة العلوية مؤيدة < = > غالبية المعارضين من الطائفة السنية
رغم أن هذه المعادلة غير مظبوطة ممن الناحية الرياضية الماتيماتيكية، فلم نقل مثلا "أن أغلبية غالبية الطائفة السنية معارضة" ، و من غير فلسفة، قد تظهر هذه المعادلة للكثيرين أن التنكيل الذي حصل بعهد الأسدين هو تنكيل طائفي، بينما بالواقع، و هو رأيك الذي أوافقك عليه، هو تنكيل على أساس الولاء و المعارضة.

و لكن يا صديقي، ظواهر الأمور لها أهمية لا يمكن إنكارها

ما رأيناه في البيضا من اهانة البعض " وهم علوية" لبعض أخر "سنية" أكيد لم يحصل سوى بدافع أن الاول موالي و الثاني معارض.

و لكن ما تراه العين يغلب على ما يدركه العقل، عند الكثيرين، و بساعة الغضب، يتنحى التفكير جانبا عند البسطاء.

اول خبر سمعته باللاذقية فور انتفاضتها : "أهل الضيع هاجمين على البلد" ، الخاطر الأول الذي تجلى للكثيرين هو الخاطر الطائفي قبل أن نفكر أن سبب الهجوم هو و ولاء و معارضة و بطيخ مبسمر.

و بالنهاية، لولا هذا الحكم الذي سيطر على رقابنا منذ عقود، لما وصلنا لهذا الموصول. و هو من أعطى الفرصة للبعض، بدوس كرامة الأخر، و هو من يخيف الطائفة من الأخرى.

و بالنهاية، على ما يبدو، أن هذا النظام ليس طائفي، فقط الطائفية ترعرعت بحضنه و انفجرت بالعقد الخامس لحكمه، هكذا تبلي، لسوء حظه، و رغما عن انفه. رغم انه ـ المسكين ـ حاول إخمادها و لكنه لم يوفق.

اختلفت الأشكال و الموت واحد

مع مودتي