(05-13-2011, 07:40 AM)Guru كتب: مرحباً
الوضع السوري يشغلني حالياً أكثر من الوضع المصري او الليبي أو أي بلد آخر. وذلك لأنه لو تحررت سوريا الان هي الاخرى فستسقط كافة الدكتاتوريات العربية "بل و الإيرانية أيضاً" في وقت قصير جداً...الرهان الأن على سوريا فلو تحررت هي الاخرى حاليا سيصبح هناك مصر و سوريا اقوى و ما ادراك ماذا يعني ذلك..خصوصا وان النظام السوري الحالي هو ظاهرة صوتية فقط و لم يطلق رصاصة واحدة على ارضه المحتلة رغم الجعجعة الفارغة. أيضا كي تعود سوريا مرة أخرى لأحضان للوطن العربي بعيداً عن حزب اللات و ايران و دول الممانعة الصوتية، و نبدأ في عمل ممانعة حقيقية في المواقف و التصرفات .
هناك اخبار هنا وهناك عن قصف من الجيش!!! لبعض المدن و القرى، والحقيقة ثقافتي الجغرافية عن سوريا صفر و لذلك لست أفهم أي شيء.
لدي بضعة اسئلة لو يسمح لي الزملاء من سوريا بالإجابة عليها :
1- ما هي المدن التي بها اعتصامات ومظاهرات؟
2- لماذا ليست كل المدن بها نفس المظاهرات و الاعتصامات؟ هل لأسباب قمعية أم ان هناك بعض المدن لازالت تريد النظام الحالي؟
3- هل قصف الجيش السوري فعلاً بعض القرى و المدن؟ ما موقفكم كسوريين من فعل شنيع كهذا وكيف لم تتحرك باقي المدن بعد ان وصل الامر لقصف مدفعي؟ ام ان الطرق مقطوعة ام ماذا؟
4- كم عدد القتلى حتى الان؟
5- ما هي آمالاكم في الوقت الحالي و هل من الممكن بالفعل أن يسقط نظام الأسد ام ان الامر يحتاج لوقت طويل؟
شكراً...
أولا نذكرك بأن النظام السوري الحالي خاض حرب أكتوبر و حرب لبنان ضد القوات الإسرائيلية. و السبب الرئيسي لعجز سوريا عن خوض حرب نظامية ضد إسرائيل هو خروج مصر من المعادلة.
أذكرك بالمقولة الشهيرة" لا حرب بدون مصر و لا سلام بدون سوريا"
و حزب الله دفع عشرات آلاف الشهداء في حربه ضد إسرائيل و حرر جنوب لبنان و من المعيب و المقرف أن نتهم الناس بأنه يضحون بأبنائهم و بيوتهم و حياتهم فقط في سبيل دعاية.
نذكرك فقط بأن حسن نصر الله قدم ابنه شهيدا.
و سوريا أيضا قدمت عشرات آلاف الشهداء في حربها مع إسرائيل و منهم خالي الذي استشهد يوم 7 تشرين الأول 1973 مقاتلا تحت راية حافظ الأسد.
نعود لأسئلتك
المدن التي شهدت مظاهرات و اعتصامات
هذا يعتمد على تعريفك لكلمة مظاهرة و اعتصام.
لأنه تم مثلا تداول حصول مظاهرات في مدينتي طرطوس و قد حصل بالفعل تجمع لا يزيد عن المائة شخص معظمهم متفرجون و الفعالون كانوا سبعة و عشرين شخصا بالعدد.(عدد سكان المدينة حوالي المائة ألف).
إذا عرفنا حصول مظاهرة أو اعتصام بأنه يجب أن يكون فوق الألف شخص على الأقل فالمدن هي ما ذكرها الجوكر و ربما يضاف إليها القامشلي.
لماذا بعض المدن ليس فيها اعتصامات؟ هذا سؤال صعب و لا أحد يملك الجواب عليه.
هل هناك من يؤيد النظام الحالي؟ نعم و يخطئ من يظن أن النظام معزول شعبيا. لو ترشح بشار الأسد لانتخابات بمعايير أوروبية فلن أفاجئ إذا نجح. ليس بنسبة 97% بالطبع و لكنه يستطيع الحصول على أكثر من 50% بالتأكيد.
عدد القتلى يختلف حسب تقارير الحكومة و المعارضة.
الحكومة تقول أن عدد القتلى أقل من مائتين و نصف هذا العدد هو من الجيش و الأمن.
و المعارضة تقول أن عدد القتلى حوالي 800.
و بالنسبة لقتلى الجيش و الأمن الذين يقترب عدهم من المائة فالمعارضة لديها عدة روايات لتفسير ذلك.
1- إنكار ذلك.
2- عندما لم ينفع الإنكار لكثرة العدد و شموله كل الأراضي السورية قالوا أنهم تم تصفيتهم لأنهم رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين.
3-عندما كان واضحا أن نسبة لا بأس بها من قتلى الجيش من العلويين و بالتالي الزعم أن كل هؤلاء قتلو لأنهم رفضوا إطلاق النار سيحول العلويين إلى أبطال الثورة ميزوا بين قسمين من القتلى قسم قتلهم الناس و لكن هذا مبرر و قسم قتلهم الجيش لأنهم رفضوا إطلاق النار و تركو لذكاء الشارع (أو لغبائه) أن يميز أن الصنف الأول هم القتلى العلويين و القسم الثاني هم قتلى الجيش من باقي فئات الشعب.
إذا أردت رأيي
عدد القتلى هو في مكان ما في الوسط بين رواية الدولة والمعارضة ربما حوالي 400.
عدد قتلى الجيش و الأمن يقترب من المائة و هم قتلوا برصاص المتمردين (لا أستطيع تسميتهم المتظاهرين).
هل سيسقط النظام الحالي؟
كل المؤشرات المحلية و الإقليمية و الدولية تشير إلى أن النظام باق.
كلما انتهت الأحداث بسرعة و عاد الهدوء فهذا في مصلحة قوة سوريا.
و كلما طالت كلما ضعفت سوريا و ليس النظام.
مثال بسيط و هو أول الغيث هذه الأحداث حرمت سوريا من مقعد في مجلس حقوق الإنسان فهل النظام هو الذي تأثر أم أن سوريا هي التي تأثرت و أي قضية كان يمكن أن تدعمها ضد إسرائيل في هذا المجلس؟
لو طبقت عقوبات اقتصادية على سوريا فهل سيعاني النظام أم الشعب السوري؟ عندها بالفعل سيشحذ أطفال درعا الحليب. تذكروا العراق في التسعينيات.
الخيار الآن ما بين
سوريا قوية و نظام مستعد بعد هذه الهزة لتقديم بعض التنازلات.
أو سوريا ضعيفة و نظام قوي بل أكثر قوة و يشعر أنه ليس مضطرا لتقديم أي تنازلات لمن حاولوا حتى آخر لحظة قطع رأسه.