استوقفني الموضوع، واحببت ان تكون اولى مشاركاتي هنا، وبما اننا في منبر حر ومنتدى لا ينادي بالطائفية —التي انهكت امتنا، شعوبنا وارضنا بكافة اختلافاتهم العقائدية او السياسية— فإني اربأ بالصديق صاحب الموضوع بوضع ما وضعه في كلامه من امور تدعو الى الإنبهار امام الحالة التي وصلنا اليها.
صديقي، استوقفني اولاً الحجة التي ادرجتها بما اسميته ان ليس للإيرانيين عداوة لليهود؛ وهل يجب على البشر ان يعادوا بعضهم بعضاً لمجرد اختلاف العقائد؟ وهل يجب علينا كعرب او ايرانيين او مسلمين او اي كان انتمائنا الذي وُجِدنا عليه ان نعادي الأخر فقط لأنه ليس منا؟
انا كلبناني اولاً وكعاملي ثانياً، لا اكن لليهود اية عداوة، بل مشكلتي مع الصهاينة وهنا يكمن المشكل؛ ان مشكلة التعميم التي باتت حالة طبيعية عند الكثير ممن في هذه المنطقة، هي لب واصل مشكلتنا؛ فإننا بتنا نجاهر بمنطقنا الإستقرائي الذي لا يفرق بين شيطان او ملاك، ويصبح الطالح صالح، والنابي باني...
وفي موضوع المساجد "السنية"؛ كل المساجد لله يا صديقي؛ واني رغم انني كنت انأى بنفسي عن المواضيع الدينية وكل ما يخص الدين، الا انه بات الأمر لا يُحتمل، خصوصاً حينما بات يُنظَرالى الإنسان كمجرد رقم ضمن معادلة الطوائف والمذاهب، مما يؤدي بهذه الأرض الى مزيد من الهلاك والتخلف. واني لأرى موضوعك هنا يأتي ضمن الحملات الممنهجة من قبل الطرفين، سنة وشيعة، التي ترنو الى بث الشقاق بين ابناء هذه الأرض على حساب خلافات لا طائل منها ولا نتيجة، وعلى حساب تطور الإنسان المشرقي كقيمة مُنتجة، فاعلة وفعالة ضمن مجتمع حر لا يفرق بين انسان واخر سوى بالجدارة... لكن يبدو ان البعض مِن مَن لا يملك امكانيات منتجة، يهاب مُستقبلاً يضحي فيه الإنسان العربي إنساناً، ويصبح هؤلاء البعض فيه عاطلون عن العمل، لكونهم ما فَقِهوا سوى بث الجهل والسموم بين من يرفض ان يقرأ، فباتوا في قومهم رعاة، يحجبون العقل ويدفعون للباطل والخرافات، تحت مسميات الدفاع عن حقوق هذه الطائفة او تلك.