Ghassan Aboud
على مدى أكثر من 40 عاما النظام السوري أنهى كل مؤسسات المجتمع السوري أحزاب نقابات اتحادات مجتمع مدني، وشرد وقتل كل مفكر أو صاحب هم وطني عام، وسجن حتى من كتب مقالة تختلف عن رؤية النظام! وخلق مجموعة من الأوباش والمنتفعين في كل قطاعات المجتمع. والآن بطريقة خبيثة، يتساآل مع أتباعه، من يجب أن يحاور النظام ومن يمثل المعارضة!؟ الطلب الوحيد الآن اسقاط النظام كما ترتفع حناجر الشعب السوري، وبعدها الشعب سيختار ممثليه بكل حرية.

orient tv channel owner


Ghassan Aboud
لن يكون هنالك تفاوض وحوار مع نظام الفتنة والقتل الا على تسليم السلطة للشعب عهدا علينا بأرواحنا، وكل من يفاوض هذا النظام هو خائن لعهد دم الشهداء، وخائن للشعب السوري.




السبت, 14 أيار/مايو 2011 11:21

دعوة النظام السوري الى حوار وطني ، لم تكن مفاجئة أو مستبعدة ، خصوصا و انها تأتي في سياق ما يراه النظام و يرسم سياسته وفقه ، حرب فعلية altبين طرفين ، حرب بين النظام و جيشه و أجهزته الامنية و عصاباته بالغة التطرف الطائفي و الاجرامي ممن يطلق عليهم الشبيحة من جهة و بين الشعب السوري الثائر بسلمية لكرامته و للقمة عيشه و لتخلصه من قمع المستبد و سحقه العاري للانسان في سورية ،من جهة أخرى ، هي حرب في الواقع بين عنف عار يمثله النظام و سلمية أقرب الى البياض بنصاعته يمثله الشعب السوري ومتظاهريه الثوار السلميين ، مع ذلك هذا لم يمنع النظام من ان يتعامل مع الموضوع بوصفه حربا حقيقية مكتملة الاركان ، حربا حين يتعذر في مرحلة ما منها الحسم لطرف على اخر ، كما هو حاصل الان في سورية بعد استمرار التظاهرات رغم كل القتل و رغم الحل العسكري العنفي ،أن يذهب المتحاربون الى التفاوض ، لكن بعد أن يسعى كل منهما الى تحقيق انتصارات على الارض على حساب الاخر حتى يدخل الى عملية التفاوض بسقف مرتفع و معنويات عالية على حساب خصمه ، هذه الخلفية بالضبط هي ما تفسر التوحش الكبير و الدموية و الارهاب الذي واجه بها النظام شعبه الثائر بشكل سلمي في الايام الماضية ، أراد ان يعمل فيه القتل و يسفك الماء و يعتقل و يروع ما استطاع حتى حين يذهب الى التفاوض و هي المفردة ذات الدلالة الأصدق و الأبلغ عن ما يسميه النظام حوارا ، يتفاوض و له اليد الطولى ، يحضر معه إلى الطاولة صور القتل و الخراب و استباحة الانسان لكي تكون حاضرة كخلفية و بديل امام ممثلي الشعب على طاولة التفوض . لكن النظام الذي وعى تماما المعادلة الحاصلة الان في سورية ، فهم أن لدى المعارضة و الثوار ورقة و سلاح أثبت إلى درجة كبيرة مضاءه و فعاليته ، التظاهر السلمي الذي لا يلبث ينحت قنواته الجديدة و يكسب توسعاته المتتالية ،و لا شيء يضمن انحساره و امتناع وصوله إلى المدن الكبرى دمشق و حلب ، سيما و أن هذا التحرك السلمي حظي إضافة إلى تأييد غالبية السوريين له بدعم العالم مجتمعا دوليا ورأيا عاما ، و ليس من إمكانية أو فرصة لوقفه باستخدام العنف و القتل بعد ان اختبر النظام ذلك بنفسه في الاسبوعين الماضيين ، فهم النظام لتلك المعادلة هي التي اجبرته إلى الذهاب من اجل التفاوض مع القوى الفاعلة في الشان السوري ، لكن سيتفاوض و معه بكل تأكيد ضغوط مواقعه و بنيته و هياكله و ما تفرزه من مصالح و إرادات ،و هي العوامل التي ستملي عليه و بالتالي على الاتجاه الذي سيدفع اليها الاحداث من جهته ، و معها المفاوضات المزمع عقدها طبيعة المسار الحالي و نتائجه ، و هي العوامل التي تصب في خلاصة مفادها أن النظام لا يعتبر في الواقع هذا الحوار إلا هدنة مؤقتة يمكن في أي لحظة بعدها أن يستأنف عمليات القتل الواسعة ، هدنة لا تمنعه من انتهاكات محدودة يقدم عليها و يقتل معها أعدادا قليلة من الثوار الشباب و الشعب المسالم في الايام القادمة ، خصوصا و انه يريد على ما يبدو ان يدخل هذه المفاوضات في متاهة التعقيد و الضياع في التفاصيل ليسكب الوقت و يضعف زخم الثورة ، و هو الاسلوب الذي أتقنه جيدا بعد ان تعلمه من الاسرائيلي الذي تفاوض معه في قت سابق ، و الذي أظهر كما من الخداع و تعطيل الحل العادل بما يغري إلى تقليده من طرف النظام ، الذي يحتل الارادة السورية و يترك اثارا في البلاد لا تقل عن تلك التي يتركها الاحتلال الحقيقي ، أفضل ما يمكن تصوره من عملية التفاوض تلك إذا قدر لها الخروج من نفق الضياع و الخطورة هي أن يضع النظام سقوفه في الحوار بما يضمن تعامله مع مطالب الثوار و المعارضة السورية باستنساب و انتقائية يحرص فيها على أن تتناغم النتيجة المتحصلة مع طبيعة المرحلة التي يتحقق فيها الهدوء و إنهاء التظاهر السلمي من قبل المتظاهرين ، و بالطبع تضمن له استمراره في إدارة البلاد وبقائه على وضعه و مواقعه ، بعد أن يوظف نتائج ذلك الحوار في الحد من تدهور علاقته بالمجتمع الدولي و التقليل من ضغط القوى الدولية الفاعلة عليه ، الامر الذي يحول دون تطبيق إجراءات عقابية بحقه قد تشكل عقبة حقيقية على استمرار وجوده في السلطة و تقود إلى نهايته سياسيا ،

إلا أن النظام السوري الذي لن يتورع عن استخدام كل الوسائل مهما تكن وساختها من أجل أن يكسب معركته ذد شعبه و ابناء وطنه سيفشل حتما في تحقيق ما يصبو إليه ، و لسوء حظه لن ينجح في ذلك أبدا ، إنه سيخسر معركته ضد الشعب السوري ببساطة ، لانها معركته ضد التاريخ الظافر لتحقق الحرية في سورية و المنطقة

هيئة تحرير موقع الحداثة 14/05/2011
http://www.hadatha4syria.de/component/co...36-48.html