بيان الهيئة العامّة للعلماء المسلمين في سوريا

حول ما يجري من أحداث جسام في سوريا



الحمد لله ربِّ العالمين والصّلاة والسّلام الأتمَّان الأطهران على سيدنا محمّد أمير الأنبياء وسيّد المرسلين وعلى أصحابه ومن والاهم إلى يوم الدّين، وبعد

إنَّ ما تمرُّ به سوريّا من أحداث جِسام ليفطر القلب ويُدمي الفؤاد، وكنّا نأمل أن يتمَّ القضاء على الفتنة في مهدها من خلال ردّ الحقوق إلى أصحابها، والتّعامل مع الشّعب السوريّ الأبيّ بمنطقٍ وعقلانيّة، وبما يخدم هذا البلد العظيم إلا أنَّ النظام كان له وجهة نظر أخرى فمارس القمع بشتّى صوره، ولم يألُ جهداً من إثارة الشّعب على كافّة الأصعدة ممّا ولّد حالة استفزازيّة وشرخاً عميقاً بينه وبين الأمّة كلُّ ذلك كان لها الأثر الأكبر فيما يحصل في بلادنا اليوم، ونحن في الهيئة العامّة للعلماء المسلمين في سوريا نريد لهذا الصّدع أن يلتئم، ولهذا الجرح أن يندمل، وحرصاً منّا على ذلك وضعنا أُطُراً عامّة لعلّها تساعد في التهدئة، وتسرّع في الإصلاح إن صفت النيّات، نقول - وبالله التّوفيق- ونؤكّد على



الترّحم على شهدائنا الأطهار الأبرار الذين ارتقوا، ونرجو الله أن يتقبّلهم، ويُلهم أهلهم الصّبر والسّلوان
التّطبيق العملي لرفع حالة الطوّارئ على أرض الواقع دون مهلةٍ أو مماطلة
إلغاء المادّة الأولى من المرسوم التّشريعي /49/ لعام 1980م، والذي يقضي بالتجريم والمعاقبة بالإعدام لكلِّ منتسبٍ لجماعة الإخوان المسلمين
عودة المهجَّرين قسريّاً إلى ربوع بلادهم دون قيد أو شرط مع تمتّعهم بكامل حقوق المواطنة، ورفع القيد عن الممنوعين من السّفر دون وجه حقّ
حقُّ التظاهر المشروع، ولا يحقُّ لأحدٍ تقييدُ هذا الحقّ أو منعه بموافقة أو عدمها
السّماح بالتعدّدية الحزبيّة تحت مظلّة الوطن وخدمة المواطن، وإلغاء المادّة الثّامنة من الدّستور
الإفراج عن كلّ المعتقلين السياسيّين ممّن تمَّ اعتقالهم قديماً وحديثاً، والكشف عن المفقودين السّابقين واللاحقين
كفّ أيدي الأجهزة الأمنيّة عن الاعتقالات التعسّفيّة، وترك هذه المهمّة للهيئات القضائيّة المختّصة وما يتفرّع عنها من الهيئات التّنفيذيّة كرجال الشّرطة
تقديم كلّ من تلطّخت يداه بدماء الشّعب السوريّ دون استثناء إلى القضاء تمهيداً لمحاكمته
استقلاليّة الهيئات القضائيّة عن الهيئات التنفيذيّة، وعدم التدخّل في أحكامها
وقف الحملات التحريضيّة الإعلاميّة السوريّة التي تنقل الصّورة مشوّهة بما يخدم مصالح فئة قليلة يهمّها الحفاظ على مصالحها دون النّظر إلى مصالح الأمّة
الحفاظ على أرواح جنودنا البواسل من آلة القتل الوحشيّة التي تُمارس عليهم لرفضهم سفك دماء الأبرياء من أبناء شعبنا العظيم
إخماد نار الفتنة الطائفيّة التي يسعى أعداء الأمّة إلى زرع بذورها بين فئات المجتمع السوريّ للقضاء على اللحمة الوطنيّة
إدانة الصّمت المطبق لبعض كبار علماء سوريّا ممّن يحظون باحترام وتقدير بالغين لدى الشّعب السوريّ تجاه الأحداث الجارية، وتأثيمهم
إدانة الصّمت العربيّ والدوليّ الرسميّ تجاه الأحداث الجارية في سوريا من سفك للدماء، وانتهاك للحرمات، وتدنيس للمقدسات، وتقييد للحريّات، واعتقال للأبرياء، وتكميم للأفواه

ونحن إذ نعلن ذلك يحدونا الأمل إلى أن يلقى هذا البيان آذاناً صاغية تحول دون الانجرار إلى مزيد من إراقة الدّماء ومزيد من العنف، ولردم هذه الهوّة السّحيقة. هذا والله وليّ التّوفيق



اللهمّ هل بلّغنا اللهمّ فاشهد. اللهمّ هل بلّغنا اللهمّ فاشهد. اللهمّ هل بلّغنا اللهمّ فاشهد



صدر عن الهيئة العامّة للعلماء المسلمين في سوريا

يوم الجمعة الموافق 10/جمادى الآخرة/1432هـ - 13 أيّار(مايو) 2011م