الزميل العزيز نظام الملك ..

أولاً نعرف من هم السلفيون حسب التعريفات الإسلامية :

السلف لغة: جمع سالف. وهو كل من تقدمك من آبائك وذوي قرابتك في السن أو الفضل.

والسلف اصطلاحاً: هم أصحاب الرسول محمد، ثم التابعين لهم بإحسان ومن تبعهم من أئمة الدين وأعلام الهدى، بخلاف من رمي ببدعة من الخوارج أو الشيعة أو الجهمية أو المعتزلة ونحوهم.

ونشير هنا إلى أن السلف لهم منهج واضح ويمكن استخلاص هذا المنهج من كلام الآجري؛ حيث قال في كتابه الشريعة: "باب الحث على التمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسوله وسنة أصحابه وترك البدع وترك النظر والجدال فيما يخالف فيه الكتاب والسنة وقول الصحابة "

ومثله قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ثم من طريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار الرسول باطنا وظاهرا، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار واتباع وصية الرسول حيث قال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة".

ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، ويؤثرون كلام الله على غيره من كلام أصناف الناس، ويقدمون هدي محمد على هدي كل أحد.

ومن خلال ذلك نستطيع أن نستخلص أن منهج السلف يقوم على أربع قواعد هي:
1- الاعتماد على الكتاب والسنة في أصول المسائل وتفريعاتها.
2- اتباع سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان.
3- عدم عرض شيء من ذلك على الآراء والأهواء.
4- الحذر من البدع وأهلها.

إنتهى الإقتباس بتصرف عن الدكتور سعود بن عبد العزيز الخلف

وفى العصر الحديث يصنف البعض السلفية المعاصرة على أنها سلفية علمية لا تعتمد على العنف وسلفية جهادية تنتهج العنف منهجاً فى التغيير ويقولون أن الفرق بين السلفية العلمية والجهادية شعرة .. وفى الحقيقة أن هذه الشعرة غير موجودة على الإطلاق حيث أن السلفى العلمى عنده فى مادته العلمية ما يحرضه أن ينتهج العنف فى أى وقت .

والمشكلة الحقيقية عند الإسلاميين جميعاً هى النص الدينى الإسلامى حيث أن الإسلام ديانة وضعية براجماتية تعتمد على العنف والقهر والإرهاب لكى تسود ويتضح هذا من قول محمد رسول الإسلام :

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إلاه إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى ) متفق عليه.

دل الحديث على وجوب قتال الكفار على اختلاف أجناسهم لقوله (أمرت أن أقاتل الناس) وهذا الحكم لم ينسخ ,بل باق إلى يوم القيامة ويشمل كل أنواع الكفار فالأصل قتالهم عند الإستطاعة على ذلك لإعلاء كلمة الله قال تعالى ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ) وهذا قتال الطلب ، والجهاد ضربان : قتال طلب وهو أعلاهما, وقتال دفع وكلاهما قد دلت النصوص على شرعيته خلافا لمن زعم أنه لا جهاد في الإسلام إلا جهاد الدفع متابعة وانسياقا وراء المستشرقين في أطروحاتهم وهي شبهة فاسدة شاعت في أوساط متأخري المفكرين . وليس القتال مقصودا لذاته في الإسلام وإنما شرع القتال وسيلة لنشر الدين وإظهاره في الأرض .

فإذاً المطلوب حسب السلف (الصالح) مقاتلة جميع الكفار (المسيحيين) حتى يقولوا الشهادتين ويكون الدين كله لله وهذا عند الإستطاعة .

والآن قرر السلفيون من أتباع السلف (الصالح) أنه وقت مناسب لكى يطبقوا ما تعلموه من السلف حيث أن المناخ مناسب ولا يوجد أمن والبلد مفككة وما فعله معهم مبارك - بالرغم من مساوئه - كان معذوراً فيه لأنهم وحوش آدمية إنطلقت من قبورها منذ 14 قرناً من الزمان ولا مقدس عندهم سواء كان وطن أو إنسانية أو أخلاق سوى ما قاله السلف الذى ينطوى على نقض لكل مقومات الحضارة البشرية بصفة عامة .

يقتحمون الكنيسة - والجيش والأمن يتفرج - ويضعون المطاوى على رقاب خدام الكنيسة لكى ينطقوا بالشهادتين ويذبحون أحدهم ويحرقونه بالنار ويكسرون وينهبون ويحرقون الكنيسة .. أليست تلك هى تعاليم السلف (الصالح) الذى قال اطردوا اليهود والنصارى لكى لا يبقى فى جزيرة العرب دينان ؟

إنها شهوة وغاية كل الإسلاميين بما فيهم الإخوان المسلمين أن لا يبقى فى مصر مسيحى واحد ولا كنيسة واحدة وتكون إسلامية مائة بالمائة .

لا فرق بين الإخوان والسلفيين فى الهدف فالمرجعية واحدة وهى النصوص الإٍسلامية الظلامية التى تحض على الإرهاب والقتل والقهر ولكن الإختلاف هو فى المنهج حيث أن السلفيين منهجهم أشرس وأعنف والإخوان منهجهم وصولى براجماتى سياسى .