“The democracy will cease to exist when you take away from those who are willing to work and give to those who would not.”
Thomas Jefferson quotes

مصلح .
يا زميلي العزيز .
أثرت عدة قضايا فدعنا نتفحصها كل على حده .
المنار أداة دعائية في خدمة الأصولية الشيعية المسيسة ،وهي المتحالفة عضويا مع حكام دمشق ، و بالتالي فشهادتها مردودة ، لأنها مجرد تفصيل من حملة دعائية تهدف إلى تشويه ثورة الشعب السوري . أما صراع بشار الأسد و عبد الحليم خدام فهو صراع داخل نفس العصابة أو المافيا . صراع لا يعني الشعب السوري في شيء ، ولا يجب أن نقيم عليه أحكاما أساسية .
أما محاولة تفسير الثورات الشعبية بأنها مؤامرات خارجية ، أو أنها تمرد للسلفيين أو للقاعدة ، فهو أسلوب نمطي متكرر ، تلجأ إليه الأنظمة الفاسدة لتفسير الإنتفاضات الشعبية التي تفاجئها من حيث لا تحتسب .
الأنظمة العربية الفاسدة مثل أنظمة القذافي و عبد الله صالح و بشار الأسد و نظائرهما هي أفضل ما تتمناه إسرائيل . أخطر ما يواجه إسرائيل و تخشاه هو أن تمتلك الشعوب العربية مقدراتها ، أي نظام وطني في سوريا ربما لن يكون متحالفا مع إيران ،و لكنه في المقابل لن " يطرمخ " على موضوع الجولان ، بل سيحمل هذه القضية إلى كل مكان و سيقيم العالم و لن يقعده . الأنظمة العربية المتحررة سوف تعبر عن شعوبها و تطلعاتها للوحدة و التعاون و التماسك ،و ستعبأ الشعوب العربية كلها خلف قضايا العرب العادلة . لا نتصور أن تتعادى أنظمة شعبية في مصر و سوريا و لبنان و العراق و الأردن و فلسطين . في المقابل ستعود الأحلام العربية المشتركة هذه المرة بقوة الشعوب . لقد فشلت وحدة الحكومات لأن الحكام فاسدين ، و لكن وحدة الشعوب لا يمكن أن تفشل أبدآ . إسرائيل و أمريكا و الغرب سعوا جميعا ليكون جمال عبد الناصر هو آخر الرموز القومية ،و لكنهم سيجدون ملايين من عبد الناصر في كل قرية و نجع و حارة و " زنجة " . العرب شعب واحد ذو تاريخ مجيد و إمكانيات بشرية و مادية كبيرة جدا ، و لكنه يعاني من أسوأ مجموعة من الحكام الفاسدين في العالم ، فكل حكام العرب لصوص بلا استثناء ، و كلهم فاسدون لا يهتمون سوى بامتيازاتهم و خداع شعوبهم ، علينا جميعا أن نرفض هذا الوضع ،و أن نتكاتف من أجل التحرر من الطغيان ، كما تكاتفنا من أجل الإستقلال الوطني .
لا يمكن عزل ثورة سوريا عن النسق الثوري في المنطقة ، فهل كل تلك الثورات من تدبير عبد الحليم خدام و إسرائيل ؟. من الطبيعي جدا أن يثور المصري و السوري و التونسي و اليمني و الليبي و العراقي و .... ، الغريب و المريب ألا يثور هؤلاء جميعا .
لم أفهم كيف يريد الغرب نفط سوريا الضئيل ؟، هل سيحمله معه و يفر به أم سينقله إلى إسرائيل ؟ . السوريون لن يشربوا النفط بل سيبيعونه و سيشتريه الغرب كما يفعل مع غير سوريا ، فما الجديد في هذا ؟.أمريكا تشتري البترول من العراق بنفس السعر العالمي ، رغم أنها تنفق في العراق مليارات الدولارات من جيب دافع الضرائب الأمريكي . حكاية سرقة البترول مجرد دعاية لم تعد مجدية ، فما بالك في بلد لا يملك البترول بكميات كبيرة أصلآ !.
أيضا لم نحكم بعدم نجاح الديمقراطية في الدول الإسلامية ، ألم تسمع بتركيا و ماليزيا و إندونسيا ،و كلها دول إسلامية و ديموقراطية . الديمقراطية لم تنجح في مجتمعات إسلامية بسبب تخلفها ، كما لم تنجح في مجتمعات متخلفة غير إسلامية ، عندما تتقدم المجتمعات ستكون مستعدة لتقبل معايير الديمقراطية .