أوافق وبشكل فوري ... بل وأتمنى أن تكون "الثورة المصرية" من "النبل" بحيث تتركه يعيش في بيت له معززاً مكرماً دون مساءلة ودون "شوشرة إعلامية"، "فالضرب بالميت حرام".

في أعين التاريخ، "مبارك" ليس شخصاً ولكنه "رأس نظام"، وعندما يسقط "النظام" يكون "مبارك" قد خسر كل شيء يملكه وصار بحكم "الميت"، والضرب بالميت حرام". والتمثيل بالجثث هو من فعل "الغربان" وليس "الإنسان"، فالكبير في المواقف الكبيرة يعلم كيف يعفو وكيف يكون حليماً عند المقدرة. ومن لا يعلم كيف يكون حليماً فهو لا يستحق أن يحكم ولا أن يتبوأ مناصب رفيعة، لأن إنسانيته لم تكتمل بعد، فالشماتة والتشفّي هو ميّزة النفسيات الصغيرة الحقيرة والقميئة. وأربأ بالثورة المصرية، التي علمتنا درساً لا ينسى في الرقي والتحضر، أن تنحدر إلى مستوى الشماتة والتشفي وأطباع اللئام.

هناك وسيلة أخرى "مؤدبة" بعض الشيء لجأت إليها الكثير من الثورات عند انتصارها بحق خصومها البائدين. إنها "النفي" إلى بلد آخر ، خصوصاً إذا ما شكل وجود الشخص في البلد نفسه خطراً على الثورة الوليدة. ولكن في حالة الثورة المصرية فالنفي ليس ضرورياً، لأن مبارك سقط سقوطاً شعبياً مدوياً على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

ملاحظة: أقول هذا بحق "مبارك الشخص" فقط (وزوجته طبعاً)، ولكني متشدد جداً بخصوص "تفكيك نظامه" حتى آخر لبنة فيه (بالمناسبة، لو كنت مكان الثورة المصرية لما انتخبت "شرف" رئيساً للوزراء وقد كان وزيراً سابقاً - حتى لو كان من الأوائل الذين نزلوا إلى - ميدان التحرير-، ولما قبلت أن يترشح "عمرو موسى" لرئاسة الجمهورية وهو الذي لمع نجمه من خلال نظام مبارك).

واسلموا لي
العلماني