لا أحد بيده هذا القرار، فكما تعرفون سيادتكم أن الثورة المصرية ليست لفصيل واحد فقط، بل أنها ثورة شعبية لا يحق لأحد فيها تقرير شيء معين وحده خصوصا لو هذا الشيء هو العفو عن مبارك!الجيش لا يستطيع العفو عنه و كذلك القضاء و كذلك حتى لو أراد أغلب المصريين ذلك..فسيخرج علينا المطبلاتية الثورجية ليقولوا الأيدي المرتعشة و الأيدي اللي بتضرب عشرة ومعرفش ايه...

البلاد الأن تحت يد عصابة جديدة أسمها عصابة الثورة و المظاهرات والاعتصامات وهذه العصابة تحاول بكل الطرق المزايدة على كل شيء و أي شيء و لن أستغرب لو ثبت أن مفجر تلك الإشاعة كان يحاول خلق فوضى جديدة ليس إلا.

اما لو جاز لنا افتراض واقعية ومشروعية العفو عن مبارك، فأنا مع العفو التام و الشامل عنه وعن جميع أفراد أسرته، ولكن بشرط وضعه تحت اقامة جبرية و التحفظ على كافة ممتلكاته، و اعطائه مسكن محترم في اي حتة في البلد بعيدة عن اعين الناس ويشترط عليه عدم الظهور اعلامياً ابدا و الاكتفاء بكتابة مذكراته و عدم نشرها إلا بعد وفاته...

أيضا أرى أن هذا الرجل عسكري مخضرم و رفض الهروب من البلاد مثلما فعل بن علي و سيفعل غيره كثيرين قريباً..في هذا القرار شجاعة و رجولة يستحق التقدير عليها. كان بإمكانه الهروب دون مشكلة و أن يعيش ملكاً في جدة او في الكويت و لن يقترب منه أحد!

أيضا هناك ملاحظة أود أن أقولها على الهامش، و هي أن أخلاق المصريين الأن تحت الصفر..ليست أخلاق القرية ولا أخلاق الصعيد ولا أخلاق التمدين حتى، أخلاق المصريين الأن مزيج سعودي أمريكي عجيب و بصراحة أخجل أن نصل لهذه المرحلة من التدني الأخلاقي...سيفهم المصريون المقيمين بمصر الأن هذه الجملة.