فى حوارى مع أحد المسلمين قال لى تساؤل منطقى : إن كان الإنسان له القدرة أن يفعل خطيئة غير محدودة لأنها فى حق الله غير المحدود فلماذا لم يعطيه الله القدرة على أن يتوب توبة غير محدودة أيضاً لكى يكفر عن خطيئته ؟

وهو تساؤل منطقى فعلاً .. ولكن الحقيقة أن الله أعطى للإنسان القدرة على أن يتوب توبة غير محدودة فعلاً .. فكما أن دخول الله فى معادلة خطية الإنسان جعل الخطية غير محدودة ، أيضاً دخول الله فى معادلة توبة الإنسان يجعل توبته غير محدودة وذلك من خلال تفعيل توبة الإنسان من خلال دم المسيح الذى إتحد بطبيعتنا وبررنا أمام الله بطهارته وقداسته المطلقة فصرنا أبراراً فى نظر الله من خلال دم إبنه الوحيد يسوع المسيح الإله الحقيقى .. إذاً نحن محتاجون الى توبة وتلك التوبة يتم تفعيلها بصورة غير محدودة من خلال دم المسيح .. ودعوة السيد المسيح كانت توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات .. فمعادلة الخلاص تشتمل على توبة الإنسان ودم المسيح الذى يبرر :

“توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات” (متى 17:4)

هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا" ﴿متى 26: 28﴾

متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه لاظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السابقة (رو 3: 25 )

(كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا) (1 يو 2: 2)

الغريب أن المسلمين يقدمون ذات المعادلة فى قرآنهم من خلال أن الله تاب على الإنسان.

فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ( البقرة 37)

طبعاً فى المسيحية الكلمات التى تلقاها آدم وحواء من ربهما هى وعد الخلاص أن نسل المرأة يسحق رأس الحية والسيد المسيح هو نسل المرأة لأنه جاء بدون زرع بشر أى بدون رجل وهو الذى سحق رأس الحية الشيطان من خلال الصليب .

" وَاضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْاةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَاسَكِ وَانْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ "
( تك3/15 ).

ولكن السؤال كيف تاب الله على آدم ؟ وكيف يكفر الله عن الإنسان سيئاته وذنوبه ؟

الجواب أن آدم تلقى الوعد الإلهى بالخلاص من خلال أن نسل المرأة يسحق رأس الحية ومن خلال هذا الوعد تم تفعيل توبة آدم وسائر البشر من خلال دم المسيح الإلهى .

وإن كان الله يكفر عنا سيئاتنا فكيف يكفر ؟ ولمن يكفر ؟ وبماذا يكفر ؟

الجواب أن الله كفر بإبنه الوحيد يسوع المسيح من خلال موته على الصليب وكفر لنفسه بنفسه عن جنس البشر لأنه إتحد بطبيعتنا وصار واحداً منا ممثلاً ونائباً عنا .

وهذا منطقى لأنه لا يصلح تكفير عن البشر إلا بشرى مثلهم والإنسان الواحد يكفر عن إنسان واحد مثله ولكن عندما يكون المكفر هو الله المتأنس فيكون التكفير عن كل جنس البشر لأن الله غير محدود .