مجتمع راق داخل سجون البحرين


بكل سهولة يمكنك أن تقرأ ماهية الحركة البحرانية ومدى كفاءتها لإدارة
دولة، يمكنك أن تكتشف ذلك من خلال إلقاء نظرة عابرة على السجون وتفحّص
المعتقلين.

في سجون آل خليفة مجتمع راق متكامل بكل أطيافه، فهنالك الرجال والنساء
والأطفال. فإذا أردت أن تبدأ صياغة المجتمع عبر تأسيس حزب أو حركة سياسية فسوف تجد القادة والساسة في إحدى زوايا السجن، ولكي لا تنحرف السياسة فإن هنالك علماء الدين الذين
يزودونك بالحكم الشرعي وبالرؤى المنسجمة مع الدين،
وآخر سيرتقي منبر الجمعة، وبعدها لابد لهذا المجتمع أن يحيي الشعائر
الدينية، سيرتقي في السجن خطباء حسينيون المنبر لتعيش سيرة أهل البيت
عليهم السلام، وبعدها سينطلق بك الموكب لتستمع إلى الرواديد من إحدى الزنازين
يشنفون سمعك.

إنك بحاجة إلى كفاءات إدارية لإدارة مؤسسات الدولة لن تعدم الحيلة لأن
هنالك المدير والمستشار ورجل الأعمال، قد تجدهم للتو جاءوا من وجبات
التعذيب، وحينما تحتاج إلى تحريك السوق وبقية خدمات الناس فهنالك البائع
وسائق الأجرة وسائق الشاحنة والطيار والمهندس.

والحركة الفكرية بخير أيضاً، فسوف تحصل على نسخ من مؤلفات العلماء والمفكرين، وستستمع إلى قصائد معبرة، مما يعني أن التنمية الثقافية في الصدارة.

لن تخشى نقص الخدمات الطبية لأن هنالك الكثير من الأطباء والجراحين
والاستشاريين على مستوى عال من المهنية والسمعة، وإلى جانبهم الممرضين
والممرضات.

أنت مازلت في سجون البحرين، لذلك ثق بأنك ستحصل على أعلى
مستوى من التعليم ابتداء من الروضة والابتدائية إلى الإعدادية والثانوية
وستضمن مستقبلك في التعليم الجامعي. أتدري لماذا؟

لأن كل المعلمين لهذه المستويات مع إداريي الخدمات الأكاديمية هم يقبعون
في تلك السجون.

وإن أنهيت تعليمك فإن بيت المستقبل ينتظرك، فقط اختر لنفسك أي مهندس من
أي زنزانة تشاء ليصمّم لك بيتك وسيزوّدك بالبنّاء وبتاجر السيراميك
والكهربائي والمزارع وكل ما يلزم لأنه بكل بساطة كل أولئك يحيطون به في
السجن.

ستعيش مرتاح البال في بيتك مع هذا المجتمع السجين..

ويمكنك أن تستضيف مناسبة زواج أيضا، أو تقدم على تأهيل نفسك وتتزوج، لأن هنالك الشابات والشباب يملئون السجون.

ولا تخشى الخلافات الزوجية فلديك خبراء في التربية والعلاقات
الزوجية.

لديك في هذا السجن فرق رياضية ذات مهارات عالية في كرة القدم والطائرة
وغيرها، مما يعني أن المسيرة الرياضية ستكون حافلة ومشوقة.

ولن تخشى إضاعة حقوقك فمسؤول حقوق الإنسان العالمي وفريقه ليسوا بعيدا عن
تلك الفئات، سيقدمون التقارير الشاهدة عن أي إساءة توجه إليك. وسيساعدهم
المدونون والنشطاء.

وسوف يقف مع قضيتك العادلة جموع الشباب الأحرار الذين يملئون الزنازين
لتقوم بمسيرة أو اعتصام سلمي متعدد التوجهات السياسية والفكرية والمذهبية، فأصحابها يتعايشون في داخل السجن ويتقاسمون وجبات التعذيب.

كل ذلك في سجون البحرين! نعم هو كذلك.. ألا يبدو أنه أفضل مجتمع؟؟

من الواضح أن من اعتقلهم يخشى المنافسة، بكل تأكيد يحتاج أن نستبدل الأدوار.

فالسجن أخف عقوبة لمن سجن هؤلاء.

أ . لقاء علي