الزميل مصلح .
طيب أن تثق في أفكارك و تجد أنك في مقارنة بالفعل مع بهجت !.
إني لا أرى نفسي مهتما بالأمر السياسي بشكل خاص ، فاهتماماتي ثقافية بالأساس ،و لكنها بالطبع لا تعني اهتماما خاصا بالعفاريت و الشماريخ و الذومبيات . إنني لا أرى أن المشاركة في عدد كبير من المنتديات يعني رؤية أفضل ،و لكنها قد تشتت أفكارك ، هذه التدفقات الزائدة من المعلومات تجعل المعرفة أكثر صعوبة ،و ليست أفضل كما تعتقد .
المهم أن تنظر خلف الشواهد التي تراها ، المهم أن تكون لك رؤية تربط قصاقيص الورق التي تتناثر حولك ، ذلك ما يعطي لأفكارك قيمة . هناك موضوعات طرحتها في أندية نادرا ما أشارك فيها مازالت تلقى اهتماما منذ 2005 حتى اليوم ، هل تعلم لماذا ؟.لأنها كتبت بعقل بارد وروح متأنقة بفيض الإنصاف ، و أيضا بخبرة طويلة و أزعم أنها عميقة ،و بشعور محب للعرب كلهم شيعة و سنة و مسيحيين بلا تفرقة . وصلني اليوم على الإيميل تنبيه بمداخلات في موضوعين طرحتهما عام 2005 في الموقع " الجليل " هجر ذي التوجه الشيعي ،وهو موقع توقفت عن المشاركة فيه منذ عام 2006 تقريبا منعا للحرج ، فموقفي من انقلاب حزب الله معلن وواضح . المداخلتين تتناولان اصطفافي التام مع شيعة العراق ضد الإرهاب ،وهو موقف بالمناسبة يتعارض كلية مع موقف مبارك و مصر في ذلك الوقت !. و النتيجة تحذير من قريب له علاقة بالأمن ، بأن هناك ملف جديد مفتوح في أمن الدولة !. لقد تحققت توقعاتي كلها فيما يخص العراق و قتها ، رغم أني ربما كنت أقل الزملاء خبرة بالسياسة العراقية ، و لكني ربما كنت أخبرهم أيضا بحركة التاريخ في القرن 21 !.
أنت يا زميلي الشاب تربك نفسك بعالم الغيب و مؤامراته السفلية ،و تقحم نفسك في مشهد لا ترى سوى عشره الطافي على سطح الماء .ما يحدث في سوريا هو جزء من حراك ديمقراطي في المنطقة كلها بما في ذلك إيران التي يثور شبابها أيضا من أجل الحرية . أنت تتأثر بالدعاية التي يطلقها الشيعة الأصوليون دفاعا عن نظام علوي يرونه جزءا عضويا من منظومتهم السياسية في المنطقة ، هل وجدت شيعيا أصوليا واحدا ينتقد نظاما شيعيا أو علويا ، أبدا هذا لن تجده اليوم ولا غدآ . لن أقول أن ما يحدث في سوريا قد عراهم ، فنحن نراهم على حقيقتهم المتعصبة الشمولية منذ البداية ، إنهم جزء من حملة دعائية مدفوعة الأجر ( أو مجانية أحيانا) يكررون نفس العبارات المستهلكة المحفوظة منذ سنوات طويلة ، فيبدوا أن مفوض الدعاية " حجة الإسلام جوبلز " قد فقد قدرته على التلفيق . بشار الأسد مجرد واجهة لمافيا حقيقية تستأسر الشعب السوري و تتوارثه و تستحلبه . بدون سفسطة لا جدوى منها .. الشعب السوري هو أكثر الشعوب العربية -أو حتى في العالم- التي تعاني من اضطهاد حكامها و لصوصيتهم ، و لن يبقى ذلك إلى الأبد ، لابد أن تتكاتف الشعوب العربية ، للتخلص من الطغيان كما تخلصت من الإستعمار الخارجي ،وهذا تحديدا ما نفعله من أجل الشعب السوري سواء في ميدان التحرير أو على الشبكة .
رغم جرائم النظام المافياوي البعثي ضد لبنان و شعبه ستجد أن اللبنانيين يفتحون بيوتهم ترحيبا بإخوانهم السوريين ، هكذا تفهم الشعوب جيدا الحقائق ،و أن العرب أخوة ، فقط الحكام هم من يصنع الكراهية . سبق أن راهنت على فشل أمريكا في العراق ، وراهنت ضد القاعدة في العراق ،وراهنت على سقوط الحكام العرب ،وراهنت على فضح حزب الله ،وراهنت على سقوط حماس ، و سأراهن بكل شيء على سقوط نظام البعث في دمشق و تحرر السوريين ، يمكنك أن ترى ذلك خطبة الجمعة ،و لكنها أيضا نبؤات تتحقق .