أشكر الزميل مسلم على توضيحه و أرغب بالتعليق و مناقشة هذه الإيضاحات .

(05-19-2011, 02:56 PM)مسلم كتب:  1- شلة الفاسدين والمافيات اقصد بها التالي :
لو فرضنا أن الثورة نجحت واستلم السلطة ناس من اشرف البشر وانبلهم فإن سرطان السلطة والمتسلقين واصحاب المال سيحاصرون هذه السلطة من كل جانب فتتحول من سلطة شريفة إلى سلطة مسيرة من قبل المافيات وتجار البشر , وهذه قصة قديمة عمرها آلاف السنين والثورات هي تغير في البشر ولكنها لا تستطيع تغيير قيم التاريخ المعروفة وكما يقولون التاريخ يعيد نفسه , دائما السلطة هي بيد اصحاب المال واصحاب المال في العادة مافيات وهم لو لم يريدوا أن يكونوا مافيات ولكنهم يتضرون لذلك بسبب غيرهم من الذين يريدون كسرهم والحلول محلهم .

يا زميل يجب أن لا ننظر للأمور بهذه الطوباوية .. أصحاب المال والمتسلقون موجودن في كل سلطة في العالم بما فيها النظام الأسدي (كمخلوف و شركاه و صبيانه) .. صدقني أن هذا الموضوع لا يعنيني في شيء , ما يهمني و يعنيني حقاً هو الإنسان العادي البسيط مثلي و مثلك .. و المكتسبات التي يمكن تحقيقها في ظل نظام حر ديمقراطي يضمن المساواة بين المواطنين في الحقوق و الواجبات .

النظام الديمقراطي يعني صحافة حرة , يعني دولة قانون و مؤسسات , يعني حرية أكبر بكثير .. الحرية قمية أساسية لا يمكن الاستغناء عنها و لا تقنينها أو التنازل عنها بأي مقابل .

حتى لو فرضنا سطوة أصحاب المال و المافيات فإنها لن تكون إلا بنظام ديمقراطي برلماني تعددي فهذه المافيات ليست على قلب رجل واحد و انما أصحاب مصالح و بما أن الشارع (كما فرضنا) قد أسقط النظام فهذا من شانه أن يكبح أي تمادي أو مساس بحقوق المواطن و كرامته حتى لا يعيد الكرة نفسها عليهم و يقلب الطاولة كما فعل مع غيرهم .. أنا أهتم فقط و أركز بما يمكن أن يتحقق للإنسان .

أنظر للإنسان بسوريا اليوم , الخوف و الاستعباد و غياب القانون و الحريات , هل هكذا يحيا الإنسان .؟ يكفي عندما يكون لك حق عند فلان مثلاً و يهددك بقريب له في السياسية (المخابرات) و كيف أنه قادر على تحويل حياتك لجحيم و رميك في أقبية السجن لسنوات . أين المساواة .؟ ألا نلاحظ بأن "المدعوم" رجل فوق القانون و فوقنا جميع , أليس هذا حالنا و واقعنا في سوريا .؟

(05-19-2011, 02:56 PM)مسلم كتب:  2- انا لا اساوي بين احد والمجرم مجرم والبريء بريء انا لست مع اي طرف يحاول الكذب ويستخدمه , لا احب الازداوجية والكيل بمكيالين , اريد أن يكون من يدافع عن قضيته صادقا مع نفسه وصادقا من اجل هدفه قبل أن يكون صادقا مع الآخرين , لا أحب أن أرى شخصا يدعي أنه يدافع عن قضية ما ويعاير الآخر بأنه يكذب وبنفس الوقت هو يستخدم نفس الاسلوب .

دعني أشرح لك كيف تساوي ..

أنت هنا تساوي بين طرف يمتلك ميزانية كبيرة على مستوى وزارة الإعلام و لديه مراسلين و يعرف حقيقة ما يجري على الأرض و مع ذلك لا حياد ينتظر و لا نزاهة ترجى أكثر من ذلك يكذب عينك عينك و لا يتحدث إلا بالتهويل و المبالغات و أشياء لا يمكن لعاقل أن يصدقها . و بين طرف مقموع بعيد بعضهم بالمهجر يعتمد على روايات الشهود العيان كمصدر وحيد لمعلوماته و التي يمكن جداً تضليلهم و اختراقهم عبرها (مثل مافعل سكرتير الصحفي بالرئاسة اليمنية عندما انتحل شخصية ناشط أو شاهد عيان في تقديمه صورة مايجري و أعترف لاحقاً بقيامه بتضليل الجزيرة) .. عندما يكذب الطرف الأول ليس كما يكذب الطرف الثاني و الفرق كبير , و أنت مع الأسف تساوي بين الطرفين و تقول الكذب واحد .

(05-19-2011, 02:56 PM)مسلم كتب:  3- انا محايدكما يلي , أنني لست مع اي طرف سياسي , فأصبح رقما يضاف إلى مجموعة الارقام التي تشكل مناصري أي طرف , ولكني بنفس الوقت أن لست محايدا بالنسبة للجرائم فأنا مع البريء ولست مع المجرم وأنا مع الضحية وليس الجلاد وهنا اتكلم عن جميع الاطراف ولا استثني احدا , أحب أن اعيش حياتي كمجرد إنسان وليس تابعا أو متبوعا فهذه الصفة لا احبها .

4- أنا لا اضحك على الضحايا بل اضحك على ما يجري على الارض , اضحك على هذه اللعبة فقط .

هذا موقفي بوضوح
فأنا لا اقف مع أحد كسياسي , ولكنني أقف مع الإنسان البريء وصاحب الحق من اي قومية أو عرق أو دين .

أنا لا أطالبك بموقف سياسي على الإطلاق , بل موقف مبدئي أخلاقي ينسجم و يعبر عن نزعتك الإنسانية للحرية و العدالة .. أنت مجدداً تقوم بالمساوة بين طرف يمتلك كل أدوات القمع و الإرهاب من عدة و عتاد و سجون و معتقلات , و بين طرف قد لا يقوم إلا بردود أفعال لأنه أولاً و أخيراً لا يؤمن بمبدأ من ركلك على وجه الأيمن فأدر له وجهك الأيسر, اللهم إن لم ترتكب هذه الجرائم و تسجل عليه .. لأننا أمام نظام صاحب سوابق مشهود له في ذلك ,و نظام تعمد التعمية و التعتيم على ما يجري بإبعاده لوسائل الإعلام عن مكان الحدث .

مع الأسف أنا لا أجد أي مبرر للضحك , الثورة أو الحراك الشعبي لم يبدأ مطالبه بإسقاط النظام ,و أظنك تعرف جيداً ما حدث في درعا بسابقة الأولى من نوعها في تاريخ القمع السوري تمثلت باعتقال أطفال و احتجازهم و تعذيبهم و خلع أظافرهم و كسر أضلاعهم ثم التعدي على كرامات ذويهم و تهديدهم , انفجرت حوران و حدث ما حدث , و تحرك البقية حتى لا يتم الاستفراد بحوران و شيئاً فشيء ارتفعت المطالب من نصرة درعا إلى إسقاط النظام بسبب ارتكابه جرائم وحشية (ضد الإنسانية) بحق شعب أعزل .

هل هذه هي اللعبة .؟ من قام يتعذيب الأطفال من قام بقتل المتظاهرين بالشارع أي لعبة هذه ؟,و من يديرها .؟