السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المشاركة هي الأولى لي في هذا المنتدى الجميل وقد تعمدت أن يكون أول رد لي متعلق بموضوع يخص الوضع في سورية وذلك كوني سوري وأريد أن أعبر عن رأي في هذا الموضوع:
إن سورية تتعرض لمؤامرة كبيرة دولية وأقليمية الهدف منه هو النيل من صمود هذا البلد العربي شعباً وقيادة وأرغامه على الخضوع والخنوع والابتعاد عن الحراك والمقاوم وعن دعم حركات المقاومة العربية.
في سورية ليس هناك ثورة ومن كان يروج لهذه الفكرة فأود أن أقول له أن الثورة تعني خروج الشعب كله بكافة أطيافه ضد فئة طاغية منعزلة ولكن في سورية الوضع مختلف حيث أن الشعب بمختلف فئاته وطبقاته مع القيادة السورية في مشروعها العربي المقاوم مما يلغي القول بأن ما يحدث في سورية هو ثورة وإنما هو عبارة عن احتجاجات خرجت لمطالب معينة جرى استغلال هذا الخروج وتضخيمه.
صحيح أن هذه الاحتجاجات امتدت إلى مدن عدة في سورية ولكنها بقيت بأعداد قليلة ومحدودة ولا تمثل 1% من الشعب السوري هذا أذا سايرنا الأعداد التي تطرحها القنوات الأعلامية كالعربية والجزيرة.
لمن يقول أن سورية تقاوم فقط بالكلام فهو مخطئ وبوصلته لا ترشده إلى الاتجاه الصحيح، سورية دعمت صمود حماس في غزة عام 2008 حتى بالسلام تم تدعمه رغم كل الوضع المعقد الذي هناك وتآمر حسني مبارك على القطاع، سورية حاربت إلى جانب مقاومة لبنان عام 2006 ومن لا يعرف ذلك عليه أن يراجع التقارير التي كانت تصدر في تلك الفترة والتي كانت تشير إلى مشاركة الجيش العربي السورية في العمليات العسكرية والعمليات الاستخباراتية وكيف تم إفشال أكثر من عملية إنزال إسرائيلي في العمق اللبناني بفضل المجهود السوري في كشف ذلك، حتى عملية إغراق البارجة الإسرائيلية كانت بمجهود سوري فاعل. فلا أحد يتطاول على فعل سورية المقاوم ليخبء فعل نظامه بتلك الفترة وتآمره على المقاومة وعلى قضية العرب الرئيسية فلسيطين.
أود أن أقول أن النظام السوري باقي وسوف يستمر لأنه خيار الشعب السورية بشكل عام، وهو يمثل ما نريد وما نتصور من مستقبل لأمتنا العربية. نحن في سورية سوف نعمل على إصلاح بلدنا والقضاء على الفساد ومعالجة جميع المشاكل ولكن سنبقى مع بشار الأسد ومع خياراته الاستراتيجية فلا يشرفنا أن نكون تحت مظلة الأمريكان والأسرائليين بل نحن نفتخر عندما يقال عنا شوكة في حلق أمريكا وإسرائيل، أما من تبقى من الأعراب فسيعرفون يوماً أن الحق سيعد لأصحابه