عزيزي Enkidu61 .
الطائفية قصة كل يوم ، لعنها الله .
لعل من فوائد دوائر الحوار الإصطدام بالواقع بعيدا عن التجمل ،و لكن يعيبها أيضا التفاصيل التي تضيع المشهد العام . لو عاملنا الآخرين بأخلاقهم و مبادئهم أصبحنا نسخة مكررة منهم ،و بالتالي نفقد أخص خصائصنا . مع بداية نشاط القاعدة ضد الشيعة في العراق تحت شعار المقاومة رفضت تلك الممارسة ، و شعرت أن واجبي الإنساني هو دعم الشيعة رغم رفضي للغزو الأمريكي ، و كان ذلك خيارا صعبا ، لأنه يعني أيضا رفض المقاومة العراقية !. ذلك ما أسميه خيارات الضمير ، لأنك تطيع فقط الصوت الصادر من أعماق ضميرك الإنساني حتى لو رفضه عقلك و تاريخك كله . لقد عشت أكثر من 10 سنوات في جبهة قناة السويس أهاجم بمختلف الأسلحة الأمريكية ،و لهذا سيكون من الغريب أن أنضم –معنويا- لهذه الأسلحة نفسها عندما تدافع عن شيعة العراق !.كل أصدقائي على الشبكة من العروبيين كانوا مع المقاومة ،و هكذا أصبحت وحيدا تقريبا ، رغم هذا كنت مؤمنا أنني على صواب ، لهذا لم أحفل بأي شيء آخر . أتذكر أن صديقا علماني حذرني بأن أصدقائي الجدد من الشيعة سيرمون بي عند أقرب منعطف لو عارضتهم في أصغر تفصيل يخص طائفتهم ، وهذا تحقق بالفعل . رغم هذا لست نادما أبدآ ،و لو تكرر نفس الموقف ما تغير رد فعلي . إننا لسنا طرفا في القضايا الكبرى التي نؤمن بها !. إننا ندعم أصحاب الحق لأنهم أصحاب حق و ليس لأنهم أوفياء ، ربما كنت مخطئا ،و لكن هكذا أرى الأمور .
يجب ألا يهتز إيماننا بالحرية أبدآ ،و يجب الا نجعل مبدئنا العليا عرضة للإختبار .
فالحسابات الطويلة كثيرا ما كانت الباب الخلفي لهروب الفضيلة .