صحيح بأن هناك قليلون ممن يعرفون كثيراً عن الديانة الحنيفية.
فالديانة الحنيفية هي ديانة بشَّرَ بها ملكيصادق شاليم (مدينة القدس الحديثة). وكان إبراهيم شخص مختار لنشر هذه الديانة بعد ذهاب ملكيصادق. وبالفعل انتشر المبشرون في كل أنحاء الأرض لنشر هذه الديانة التي كانت الخميرة التي آثـَّرت على معظم أديان العالم وكيَّفتها ما بعد 1989 ق.م. وكانت مصدراً لكثير من تلك الأديان.
للأسف, ما بعد الأسر البابلي لليهود, حاول اليهود أن يرفعوا من معنوياتهم العنصرية فأعادوا كتابة تاريخهم رافعين إبراهم إلى درجة عالية من التبجيل متجاهلين كل ذكر لملكيصادق ما عدا عندما بارك إبراهيم عندما رجع منتصراً من إحدى معاركه.
أما في الصحراء العربية فهذا ما أتى في "الكشف الخامس لكوكب الأرض)
http://www.urantia.info/ar/xrfddoc/095.doc
"أصبحت تعاليم ملكيصادق عن الله الواحد متأسسة في الصحراء العربية عند تاريخ حديث نسبياً. كما في اليونان, هكذا في العربية, فشل مبشرو شاليم بسبب سوء تفهمهم لإرشاداته بما يخص التنظيم الزائد. لكنهم لم يكونوا معاقين بهذا بتفسيرهم لتحذيراته ضد كل جهود لمد إنجيله من خلال قوة عسكرية أو إجبار مدني.
ولا حتى في الصين أو روما فشلت تعاليم ملكيصادق تماماً أكثر مما فشلت في هذه المنطقة الصحراوية القريبة جداً من شاليم ذاتها. طويلاً بعد ما أكثرية شعوب المشرق والمغرب صارت فيما يختص بكل منهم بوذيين ومسيحيين, استمرت الصحراء العربية كما كانت لألوف السنين. كل قبيلة تعبد فتِشها القديم, وعائلات فردية كثيرة لديها آلهتها المنزلية الخاصة. استمر الكفاح طويلاً بين عِشتار البابليين, ويهوه العبرانيين, وأهورا الإيرانيين, والآب المسيحي للرب يسوع المسيح. لم يكن أبداً مفهوماً واحداً قادراً ليحل كلياً محل الآخرين.
هنا وهناك في كل أنحاء العربية كانت عائلات وعشائر تتمسك إلى الفكرة المكفهرة عن الله الواحد. اكتنزت تلك الجماعات تقاليد ملكيصادق, وإبراهيم, وموسى, وزرادشت. كانت هناك مراكز عديدة يمكنها التجاوب إلى الإنجيل اليسوعي, لكن المبشرين المسيحيين للأراضي الصحراوية كانوا فئة صارمة وغير مطاوعة في تباين مع المراضين التبادليين والمبتدعين الذين عملوا كمبشرين في بلدان البحر الأبيض المتوسط. لو أخذ أتباع يسوع إيعازه أكثر جَّدية "للذهاب نحو كل العالَم ووعظ الإنجيل", ولو كانوا أكثر سماحة نفس في ذلك الوعظ, وأقل صرامة في المتطلبات الاجتماعية التكاملية من استنباطاتهم الخاصة, عندئذٍ كانت أراضي كثيرة قد استلمت بسرور الإنجيل البسيط لابن النجار, بينها العربية.
بالرغم من الواقع بأن الوحدوية العظيمة في الشرق الأدنى فشلت لتأخذ جذوراً في العربية, كانت هذه الأرض الصحراوية قادرة لتنتج إيماناً, ولو إنه أقل تطلباً في متطلباته الاجتماعية, كان مع ذلك وحدوي.
كان يوجد عامل واحد فقط ذات طبيعة قبائلية, أو عنصرية, أو قومية حول المعتقدات البدائية والغير مُنظمة للصحراء, وذلك كان الاحترام الخاص والعام الذي كانت تكنه برغبة تقريباً كل القبائل العربية إلى فتِش حجر أسود معين في معبد معين عند مكه. هذه النقطة ذات اتصال مشترك واحترام عمومي أدّت لاحقاً لتأسيس الدِين الإسلامي. ما يهوه, الروح البركاني, كان إلى الساميين اليهود, أصبح حجر الكعبة إلى أنسبائهم العرب.
كانت قوة الإسلام تكمن في تقديمه الواضح المعالم والحسن التحديد عن الله كالإله الواحد والوحيد؛ كان ضُعف الإسلام الارتباط لقوة عسكرية مع إعلانه, سوية مع تجريده لمقام المرأة. لكنه تمسك بثبات بتقديمه للإله الشامل للكل, "الذي يعرف المنظور والغير منظور. هو الرحمن والرحيم". "بالحقيقة الله كريم في الخير إلى كل الناس". "وعندما أمرض, إنه هو الذي يشفيني". لأن عندما كثيرون كثلاثة يتكلمون معاً, الله حاضر كالرابع", لأن أليس هو "الأول والأخير, كذلك المنظور والمستور؟"