وما دخل الإسلام فيما يحصل في المدارس والحياة العملية يا حكيم ؟ وهل الإسلام محكم من الأصل في واقع الناس وشؤون أعمالهم وتصرفاتهم أم أنه مبعد تمام البعد عن حياة الناس ، والموجود الآن مجرد إلتزام ظاهري مع وجود تقاليد اختلطت بالدين الإسلامي ونصوصه ؟

وهل لك أن تذهب وتبحث عن عدد حالات الضرب الموجودة في الهند والدول المسيحية الأفريقية سواء في المدارس أو ضد الزوجات أو في الواقع العملي ضد الأطفال أو ضد بعضهم البعض ؟

الدين الإسلامي كريم رحيم في كل شيء ومع أي شيء مع الزوجة ومع الأطفال ومع الناس ومع حتى غير المسلمين ومع الحيوانات ومع الشجر والجماد ، مع الزوجة يقول القرآن " وعاشروهن بالمعروف " ويقول النبي " استوصوا بالنساء خيرا " وأيضاً " رفقاً بالقوارير " بل إن الإسلام منذ أول من بدأ دعوته حارب ظلم النساء ورفض قتلهن لغسل العار " وإذا الموؤودة سئلة بأي ذنب قتلت " ، ورحيم مع الأطفال فقد تفاخر أحد الصحابة بأنه لم يقبل أحد من أبنائه فقال له النبي " من لا يرحم لا يرحم " وعندما جائه أعرابي مستغرباً من تقبيل النبي وأصحابه للأطفال فقال له النبي " أوملك ان نزع الله من قلبك الرحمة " ويقول أيضاً " من كان له صبي فليتصابا به " ويقول أيضاً " أحسن أدب ابنك فانك مسؤول عن بره إياك " وقد أوصى مسلمة بن عبد الملك مربي ولده قبل أن يعطيه إياه " اني قد وصلت جناحك بعضدي ورضيت بك قرينا لولدي، فاحسن سياستهم تدم لك استقامتهم، واسهل بهم في التأديب عن مذاهب العنف، وعلمهم معروف الكلام وجنبهم مثاقبة اللئام، وانههم ان يعرفوا بما لم يعرفوا، وكن لهم سائسا" شفيقا" ومؤدبا" رفيقا" تكسبك الشفقة منهم الصحبه والرفق وحسن القبول ومحمود المغبة، ويمنحك ما أدى من أثرك عليهم وحسن تأديبك لهم مني جميل الرأي وفاضل الاحسان ولطيف العنايه " .

ولك أن تبحث عن الآيات والأحاديث التي تدلل على الرحمة والشفقة حتى مع الحيوان الأليف فيقول النبي " اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة وكلوها صالحة " .

أما الحديث عن آية واحدة تتحدث عن ضرب النساء وحديث واحد يتحدث عن ضرب الأطفال ، وجعله مدخلاً للطعن في الإسلام - مع ان المنهج العلمي يتطلب ان ننظر للأمر من كل جوانبه لا أن نأخذ آية واحدة أو حديث واحد ونترك باقي الآيات المتعلقة في الموضوع لمجرد انها تختلف مع افكارنا - ، والمقصود هنا هو الضرب الغير المبرح ، والذي لا يوجع ولا يؤثر ، وعندما سأل أحد الصحابة النبي كيف نضربهن فأخرج النبي مسواكاً وقال بهذا ، وهذا الضرب للتأديب والتحريز وليس للتشفي وإشباع غريزة العنف عند بعض الناس ، ثم إن أغلبنا ان لم يكن جميعنا - وهذا عن تجربة مع الجميع - نضرب أطفالنا ضرباً خفيفاً كنوع من العقاب والتأديب أو نضرب اخوتنا الصغار حينما لا تجدي أي وسيلة لتأديبهم ، وهنا لا أتحدث عن الضرب المبرح بل أتحدث عن الضرب العادي .

فلا داعي لهذه الدوغمائية والديماغوجية في نسب كل شيء لا يعجبكم للدين الإسلامي ، حتى الغرب المتحضر المتطور المتقدم المدني لنا أن نرجع للإحصائيات التي تتحدث عن العنف ضد المرأة وعن العنف ضد الأطفال وعن العنف ضد الأجانب أو ضد السود أو ضد المسلمين ، فهل الإسلام سبب في هذا أيضاً ؟