الأخ Enkidu61
المبادئ التي لا تجد طريقها إلى التطبيق لا أهمية لها ، فلا معنى أن نتبنى أرقى مبادئ العدالة و المساواة و الحرية ثم نبقى طائفيين منغلقين . المشكلة ليست بهذه البساطة بالطبع ، فكيف تكون متسامحا مع متعصب ، كريما مع لئيم ، سخيا مع بخيل ؟. لو جاريت الطائفي في سلوكه ستصبح طائفيا بمرور الوقت . أي أنك تكافئ خصومك بأن تكون أحدهم .
نحن نواجه هذه المشكلة دائما كلما شرعنا في تطبيق حتى أبسط المبادئ ، لأن صاحب المبدأ عادة ما يكون وحيدا كالمنادي في البرية . لن أختلف معك ولا مع الكثيرين الذين يرون الأخوة الشيعة طائفيين بامتياز غالبا ، فمن النادر أن تجد شيعيا يعارض ملالي طهران أو حتى أمثال حسن نصرالله ، ولو أدنى معارضة ،و لكنه سيشرح لك كيف يدعم إيران إنطلاقا من موقفها الشجاع و ... و ... باقي محفوظات " كراسة الولي الفقيه " . هذه حقيقة واضحة حتى أني سأعجب لو حاول أحد إنكارها ، فالشيعي المتحرر فكريا كالعنقاء و الخل الوفي . الشيعة لا يقبلون منك سوى التسليم الكامل التام بكل معتقداتهم بلا قيد ولا شرط ، رغم أنها ستكون غيبية دائما لا يمكن قبولها لغير الشيعي الورع .
هذه حقيقة لن نختلف عليها ، الخلاف هو ما نرتبه على تلك الحقيقة . إني ضد فكرة المعاملة بالمثل ، سواء على المستوى الفردي أو في الحياة العامة . علينا أن نكون مبادرين proactive أي أن نحدد ما نريد و نتجه إليه مباشرة ، وهذا على النقيض من ال reactive الذي تكون مواقفه مجموعة من ردود الفعل . لابد أن يكون هناك من يكسر دائرة التعصب الجهنمية ، فلم لا نكون نحن من يكسرها ؟. لندعم قضايا الشيعة العادلة دون انتظار دعمهم .