يا زميلي أنا كنت متابع ممتاز للأحداث بشكل يومي من راديو مونتيكارلو ولندن وغيرها

دعنا من الاسباب التاريخية التي دفعت اسرائيل لغزو لبنان ، اسرائيل أرادت الإنسحاب مقابل هدنة والخلاف داخل اسرائيل والنخب الحاكمة لم يكن حول موضوع الانسحاب بل كان حول الانسحاب الأحادي بدون التنسيق مع الطرف الآخر على الحدود لأنه لن يحفظ أمن اسرائيل كما كان يرى البعض وهو ما أخر الانسحاب كل هذا السنين حيث كان ايهود باراك خلافا للنخب الاسرائيلية يتبنى فكرة الانسحاب الاحادي طالما الطرف الاخر يرفض مجرد الجلوس والتنسيق الامني والالتزام بحماية امن اسرائيل من طرفه ، مع العلم أن اسرائيل هذا الأمر أكثر من مرة منذ انتهاء الحرب الأهلية وبالفعل نفذ مخططه عندما وصل للسلطة في العام 2000م ولاحقا قال وليد جنبلاط أن هذا الانسحاب كان يمكن أن يتم بدون مقاومة وهذه المقولة صدرت عنه اثناء اجتياح حزب الله لبيروت.

أصلا اسرائيل لم يكن لها أي أطماع بالجنوب اللبناني بدليل أنها لم تعلن ضمه ولم تشيد اي مستوطنات عليه كما هو الحال بالنسبة للجولان والضفة الغربية مثلا ، ويومها كان أمين الجميل وميشال عون يهاجمون الحكومة اللبنانية ويقولون وفي اكثر من مناسبة من على شاشة الجزيرة أن هذا العرض الاسرائيلي مقبول ولا شيء فيه وعندما واجهه مذيع الجزيرة قال عون وبالحرف الواحد ان اي دولة ترفض منع الاعمال العدوانية المنطلقة من ارضها على حدود الدولة المجاورة لها ((بتخلئ حاليي حربيي وبتتحمل هيي مسؤولية اي رد فعل)).

أكثر من ذلك رأيت بعيني وسمعت بأذني المرحوم رفيق الحريري وفي أكثر من لقاء مع الإعلامي المصري عماد الدين أديب يرفض هذا العرض ويقول وبالحرف الواحد فليخرجوا كما دخلوا وعبثا يحاول عماد الدين أديب إقناعه أنه ليس من المعقول أن تمتنع دولة عن استلام أرضها المحتلة.

المسألة أشبه بشخص تم اختطاف ولده وعندما عرض عليه الخاطف إعادة طفله الصغير بدأ يضع شروط وبدون تلبية هذا الشرط لن يقبل استلام ولده منتهى اللامسؤولية ، ولا يوجد دولة محترمة بالعالم تقبل على نفسها هذا الأمر ،،، طبعا الدافع الحقيقي الذي لم يقله رفيق الحريري هو أن النظام السوري كان يريد أن تشمل الصفقة الجولان وكان يريد أن يقاوم حتى آخر لبناني