(05-27-2011, 01:47 AM)لواء الدعوة كتب:  

ملك اليمين أو الإسترقاق لا يجوز سواء اليوم أو غداً أو سابقاً ، والعلة في إباحة الرق قديماً كانت من باب المعاملة بالمثل ، لأنه من غير المعقول أن تسبى المسلمات ويسترق المسلمين وفي نفس الوقت لا يفعل ذلك من الأعداء ، ورغم ذلك جائت أحكام الرق والعبودية في التشريع الإسلامي - وإن كان هذا الحكم جاء كردة فعل - متطورة جداً عن نظام الإسترقاق في ذلك الوقت ، حيث وضعت أحكاماً كاملة وكثيرة لتنظيم هذا الأمر وعدم السماح بإهانة الرقيق كما أن الإسلام وضع الكثير من المحفزات لعتق الرقاب ، فجعلها من كفارات اليمين - ولك ان ترجع لعدد الآيات التي تطلب عتق الرقاب في القرآن الكريم - ، بعكس الغرب الإجرامي الذي قتل مئات الالاف من العبيد والأرقاء السود في القرون الثلاثة الأخيرة بشكل إجرامي حقير لا يتصوره عقل ولا منطق ، بل إن هناك قصص عن هذه الجرائم لا يمكن للعقل البشري أن يتخيلها بأي حال من الأحوال ، بل إن نظام الرق هذا بقي في جنوب أفريقيا ولم ينتهي إلا قبل 20 تقريباً وما زال موجوداً إلى الآن وإن كان بشكل طفيف جداً .

كما أن الشريعة الإسلامية توجب على الجيش المسلم أن لا يسترق في حالة أبدى الطرف المقابل أو العدو نيته في عدم الإسترقاق حتى وإن ظن المسلمين بأنه يخادع من باب قوله تعالى " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ، وإن أرادوا أن يخدعوك فإن حسبك هو الله " .

وثق تماماً بأن المسلمين أبعد الناس عن الرق والإسترقاق ، سواء كانوا أقوياء أو ضعفاء ، والقضية مرتبطة بالطرف المقابل ، فإن استرق فسيسترق المسلمين ، وان لم يفعل فلن يفعل المسلمين ، حتى وإن كنا أقوياء شديدي القوة ، وبالمناسبة لم يثبت على أي تنظيم إسلامي مقاتل أنه قام بعملية اغتصاب واحدة ضد أعدائه ، بعكس الغرب الذي مارس جنوده عشرات بل ومئات الالاف من حالات الاغتصاب في البوسنة والهرسك والعراق والشيشان وأفغانستان .

فلا داعي لتصوير الغرب على أنه ملاك الحقوق والإنسانية ، وهو في حقيقة الواقع لا يبحث إلا عن مصالحه ، وما القوانين الدولية الموضوعة إلا للحفاظ على مصالح الدول الكبرى وهي التي أقيمت بعد الحروب التي دارت بينها ، بل إن أكثر الدول نقضاً وامتهاناً لهذه القوانين هي دول الغرب نفسه ، وكما يقال قوانين بيضاء وواقع أسود .