كلنا يرى,يسمع,يشاهد الحوار السياسى الدائر بمصر الأن,بين قوتين : الأولى مايسمى بالتيار الأسلامى ,الاخر التيار المدنى الديمقراطى(لو تتبعت كلام عاشق فى مقاصد الدين لقلت أن التيار المدنى الديمقراطى أكثر اسلامية من الأخوان).
التيار الأسلامى يرى أن مصر لن تتجاوز عثرتها وتصبح فى مقدمة الدول الا اذا طبقت أحكام الشريعة,وللتيار الأسلامى فى هذا رؤى متباعدة ومتقاربة,وحجة هذا التيار ان مصر لما كانت محكومة بالشريعة كانت على قمة العالم وسيدة الأمم,دولة يسودها العدل والورع حتى يتراى لك أن المصريون كانوا يطيرون بأجنحة فى هذه الحقبة.
بواقع الأمر اثناء حكم الخلافة الأسلامية لم تكن هناك دولة اسمها مصر,كانت مجرد ولاية من ولايات دار الخلافة كما كانت مجرد ولاية اثناء حكم الرومان,هذه على كل حال ليست النقطة المحورية للموضوع,النقطة المحورية هى: هل بالفعل التاريخ الأسلامى كان بهذا الروعة والجمال الذى يصفونه؟كيف كانت السلطة تنتقل,مااهى نوعية هذه السلطة؟ماهو الشكل الذى كانت تجرى به معاملة المعارضين للنخب الحاكمة,ماهو وضع المذاهب الأسلامية وماذا كان وضع الأقليات؟كيف كان وضع أحاد الناس فى هذه الحقبة؟
طبعا التاريخ الأسلامى هو تاريخ بشرى صنعه بشر ومناقشة هذا التاريخ بماله وماعليه ليس الغرض منه الأنتقاص من القيمة الروحية لرسالة محمدا لمن يرى لها قيمة,بالضبط كمناقشة تاريخ الكنيسة لايهدف للنيل من المسيح لمن يمثل له المسيح قيمة؟بل مناقشة تاريخ البشر فى تعاملهم مع بعض باسم الله أو التحكم فى رقاب بعض بحكم انهم ينفذون شرعه؟
لكن مناقشة تاريخ الدولة الأسلامية أعتقد أنه سيساعد الجميع بما فيهم من يسمون انفسهم اسلاميين,على أدراك حقائق الأمور وسيتيح لأكبر شريحة ممكنة من المصريين معرفة ماخفى عنهم.
اعرف أن صحفيين كثر يدخولون للموقع من الجزيرة والتى الا امل منها شئ ولكن صحفييى ومحررى قناة الحياة واون تى فى والتحرير وموقع الأزمة والقناة القبطية ,من الممكن مساعدتنا على هذا بعمل قضية نقاشية مجتمعية فى برامجهم الحوارية,لصالح مستقبل البلد.
فهل يفعلوها.