الثقافة الإسلامية، والحضارة الإسلامية المبنية عليها والدولة الإسلامية كحكم شرعي من أحكام الخلافة لها مصادر،

المصادر هي الوحي، لأن الله تعالى قال (إنما أنذركم بالوحي*)

الوحي محصور في الكتاب والسنة، منه يستنبط شكل وقواعد وأركان نظام الحكم الإسلامي، وفرضيته من عدمها، وسائر الأحكام الشرعية المتعلقة به من حيث الإقتضاء أو التخيير أو الوضع.

تاريخ المسلمين ليس من مصادر الثقافة الإسلامية، على أنه من الثقافة الإسلامية...

لم أعرف حقيقة أي توجه إسلامية يستدعي النظام الأموي أو العباسي أو العثماني أو الفاطمي حاكما، من بحثت آراؤهم كانوا يستدعون نظام دولة الرسول والخلفاء الأربعة بعده. من باب أن عمل الصحابة أو إجماعهم مرشد للوحي وإن لم يكن وحيا بذاته.

الدولة الإسلامية كحكم شرعي يراد إيجاده في واقع الحياة محل استنباطها هو الوحي حصرا، أما الدولة الإسلامية في التاريخ الإسلامي فهو نشاط بشري، ونضرب عليه مثالا من العبادات:
الحج حكم شرعي يعرف من الوحي من حجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تسنبط كافة أحكامه وأركانه وقواعده وموانعه وشروطه وأسبابه من الكتاب والسنة، أما حين يحج خالد ويخطئ ويصيب في حجه فإنه لا يجدر أن يتخذ حج خالد مصدرا لمعرفة فرضية الحج وما يتعلق بها، وقد يغضب خالد في حجه ويرفث ويسب ويشتم مفسدا حجه، فلا يتخذ ذلك حجة لإبطال فرضية الحج.

الدولة الإسلامية حكم من أحكام طريقة إيجاد الإسلام في واقع الحياة وحمله إلى الناس، مفروض في الكتاب والسنة كجزئية تتعلق بخلافة الإنسان على الأرض.