سأحاول التحدث بالمنطق قليلاً، تحملوني

أرى في بعض كلام الطرطوسي منطقاً، وليعذرني ليس كله
فمن فهمي لعقلية المخابرات والأمن في بلادنا لم أتردد ولا أستبعد ما فعلوه بحمزة، وللصلاحيات أيضاً التي بحوزتهم وهم اعتقلوه في فترة صعبة عليهم أي في 29 الشهر الماضي، ومنطقياً كل شيء يؤكد جرم الأمن فيها، لأنهم أصلاً لم يستطيعوا تقديم أي رواية متماسكة .. يعني مفضوحة تماماً.
أذكر أني بحالة أحمد بياسي وخبر قتله لم أعلق نهائياً وانتظرت النهاية، لأني شكيت بفخ، وطلع فعلاً فخ من الشباب للإعلام السوري ووقع فيه هذا الإعلام بكل غباء.
اليوم بحالة الطفلة هاجر، فإني أنتظر أكثر معلومات.
فلست متأكداً من الأخبار بعد، كالطرطوسي، ولكن الطرطوسي يعتبر بأن هناك قوى مركزية تعمل الآن أمنياً، وأنا من أرض الواقع أعتقد بوجود عدة قوى تشتغل بشكل شبكي ولديها خطوط عامة بسياستها.
مهمتها الأساسية قمع التظاهرات بأي شكل كان، وكما قيل للبعض بدرعا لدينا تعليمات بفعل كل شيء عدا الاغتصاب. وعفكرة عدد الشهداء لليوم فاق الألف والألفين بكثير، وستوضح الأيام ما كان خافياً .. ففي درعا لوحدها هناك أكثر من ألفي شهيد.

المهم:
نية النظام اشعال الفتنة الطائفية وجر الناس للاقتتال لجعل مهمته مشروعة، وهو لم يحدث بشكل منهجي، هناك انتقامات من الأمن تحدث وهذا أكيد، ولكن هذا دفاع مشروع عن النفس، لا يمكنني أن أدينه.
ولكن النظام يقوم بلعبة خبيثة جداً، وهو منذ أول أيام الأحداث بسوريا ولم تكن حتى الشعارات بسقوط النظام قام بتفريغ مساكن الضباط من العلويين، ولم يفهم وقتها أحد السبب، حتى أتى الجواب مع خطاب الرئيس وحديثه عن الفتنة والمعركة.
إذاً بعكس ما يقوله الطرطوسي فلا يقوم الأمن اليوم بالتهدئة، بل بالوصول بالصدام لحده الأقصى، لتبرير القمع، يجب أن يقوم الناس بعمليات انتقامية، لكي يظهر بمظهر المدافع عن أمن الناس، وأمن الأقليات.
في بداية الأحداث حاول زرع الفتنة بين الدروز والحوارنة مثلاً، ولكنه فشل بها، ولم يحاول كثيراً في الحقيقة لأنه رأى أن الأمور لم تنجح فوراً ولم يرَ بها أي منطقية .. فما حاجة الدروز للهجوم على قرى حورانية، اللعبة مش زابطة معهم كانت.

كمان لهذا الأمر لم أعلق على مقتل نضال جنود، لأن الملابسات غير واضحة .. وأخشى من لعبة من النظام، ولأن الثقة بهذا النظام معدومة، فمن الضروري حين يكون النظام هو الذي يحقق أن يكون على أساس العدل والعدالة، فهو ليس طرفاً ثورياً، أو بحرب أهلية ليعرض صوراً غير معروف كيف صورت. بل مفروض أنه يحاسب بحسب أصول القانون.
لم يحاسب أحداً لليوم هذا النظام، ولكنه يلعبها إعلامية، وهذه ليست مهمة السلطة، وهذا السبب الذي يجعل الناس لا تثق به.. فهو يجعل من نفسه طرفاً أهلياً في معركة .. لا حامياً للمواطن والقانون والدستور.
يا ترى بوضعه للناس تعترف عالتلفزيون كم مادة قانونية خالف؟ حلل وناقش واكتشف واستنتج ما يُحاك.

بالنهاية بقصة الطفلة هناك ثغرات، وأخشى كثيراً بعض الأحيان من لعبة النظام، بتشتيت الحقائق بنشر أخبار كاذبة، ليكذبها بعد حين ثم يشيع الفوضى الإعلامية وأنه ما حدا في يحكي شي صحيح.
لذا معليش لنتأنى في بعض الأمور.

تحياتي.