{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 3 صوت - 2.33 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نظرات في الحسد وعلاجه
فارس اللواء مبتعد
باحث عن أصل المعارف
*****

المشاركات: 3,243
الانضمام: Dec 2010
مشاركة: #1
نظرات في الحسد وعلاجه
بقلم/ فارس اللواء


نظرات في الحسد وعلاجه

بعيدا عن الصورة النمطية لتعريف الحسد أو لنقده، سنبحر سويا في مخاض نفسي تجلي منه الحسد وبرز للنفس والعيان، وأنتج مجموعة من صور الفساد والضرر علي شكل أقوال وأفعال،فالإنسان يعيش في هذا الكون لينفع نفسه وغيره وهذا أصل من أصول العبادة، أن اعبد الله بنفعك لنفسك وللناس مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم"الدين المعاملة"، إذا فأخلاق الإنسان مبنية علي المصلحة له ولغيره ولا علاقة لها بطقوس أو مظاهر قد تضره أو صديقه أو زميله أو جاره أو أهله بسببه.

الحسد هو عبارة عن تركيبة نفسية معقدة، تلك التركيبة هي خليط من الأحقاد والشعور بالذنب والتقصير والضعف، ونادرا ما يشعر الحسود بما يعاني منه، ولن تجد مريضا يقر بما هو عليه من الذنب، ومكابرته دليل الإدانة، تبدأ الحالة من الاستكانة أو حب الشهوات بأنواعها أو قلة العلم والاطلاع، فينتج عنها ضعفا فكريا وبالتالي ضعفا روحيا ومعنويا، ولم لا والعقل هو المغذي الأول للشعور، فحتي مع فصاحة الإنسان ودخول الكلمة إليه دون حاجز فلابد من عقل يدرس ويتوصل إلي ماهية الكلمة وتفاعلها مع مشاعره وأحاسيسه، ومن هنا يبرز دور العلم والوعي ، فكلاهما حائط صد لتثقيف الإنسان وزيادة وعية وكمية إدراكة بما يُقال له ويسمعه.

إن للحسد أبوابا ينفذ منها إلي الإنسان، جميعها دلالة ضعف أو عدم قدرة سواءا فكرية أو بدنية أو مالية، ولكن يجمعها الاتصال الروحي بخالق الكون ومدي قوة هذا الاتصال هي التي ستتحكم بمقدار المرض وطريقة العلاج، لذلك فالاتصال بالله جل وعلا سواءا بالصلاة أو الذكر أو بإخضاع النفس بالصيام والزكاة والصدقة أو بإنكار الذات وعلو الهمة وكثرة الاطلاع ونشر العدل كانت هي الفاعل الحقيقي في استقامة بني البشر، فيترفع الإنسان عن دنو أخلاقه وتعلو ثقته بنفسه ويشعر بالأمان، قد لا يحتاج الإنسان إلي فهم ما يفعل، فلربما كان فعله تلقائيا يتميز به منذ ولادته، ولكن سقوط تلك الأشياء من نفسه أو تقصيره فيها قد يعرضه للخطر.

من ابرز دوافع الحسد هو الشعور بالخوف -ربما يكون من المجهول - ولن يأتي ذلك إلا بالاحتكاك والتجربة، وقد تكون لبعض المواقف صلة بهذا الشعور، فالعلم وسعة الاطلاع مع الذكر وإنكار الذات هي السلاح الفعال لمقاومة هذا الخوف ومن ثم بناء الذات علي أسس متينة روحانية، لذلك نقول بأن أقل الفئات تعرضا للحسد هم العلماء وشيوخ المتصوفة، فالفكر الصوفي يمتاز بإنكار الذات والعمل للآخر وهذا أولي درجات المقاومة.

ضروري جدا التنبه دوما لماهية الأخلاق-المقاومة للحسد- وعدميتها في حال الوحدة، كيف ستكون خلوقا مع نفسك وليس في الكون غيرك، هذا هو الشاهد، إذا فالأخلاق وُجدت لكونك لست وحيدا في هذا العالم ، وشركائك مفروض عليهم نفس ما فُرض عليك من القوانين والدساتير، وسقوطك بين براثن الضعف والجهل-بأنواعهما-مسؤليتك وحدك وليس لأحد عليك سبيل إلا النصيحة في حال ظهور أعراض المرض، لذلك وجب علي الإنسان السعي لاكتساب جميع الأدوات الممكنة لمقاومة الحسد

ما دور المجتمع تجاه الحاسد؟؟

أولا: علي المجتمع دراسة كيفية تمييز وتشخيص المرض، فربما أنتج خلافا فكريا أو عقديا اتهاما كاذبا بالحسد، فالحاسد لا يثق بنفسه ويشعر دوما بالخوف والضعف، بينما ستكون مكابرته والحرص علي عدم إبراز سلبياته سيقفوا حجر عثرة دون تخلية عن الشعور بالدونية، وفي كل الأحوال يجب الحرص والتأني في التمييز، فالإنسان علي خلاف إلي يوم الساعة، ولو تم توظيف هذا الخلاف في إطلاق مثل هذه الأحكام سوف يعم الفساد وتنتشر الحروب.

ثانيا: علينا بالمدح لمن نثق فيهم وبأخلاقهم والتعفف عن عيوبهم وإبراز محاسنهم، فكل إنسان به الخير والشر حتي الحاسد، لذلك كان ضروريا معاملة الحاسد معاملة حسنة وعدم إبراز ما يعاني وكتمان سره.

ثالثا:وجبت تهيئة كافة الظروف المواتية لبناء إنسان سليم عبر الحوار الموضوعي والهادف، حينها فقط ستذهب الأحقاد .

رابعا: علي المجتمع العمل علي نشر العلم بكافة فروعة وعدم الاكتفاء بالعلم الشرعي، فما من مجتمع تختفي فيه الزعامات السياسية إلا وتحل محلها الزعامات الدينية، والصنفين وجودهما ضروري وبالتوازي بحيث ألا يؤثر أحدهما علي الآخر، وقتها سيحدث التوازن وتحل المرونة.


خامسا: علي المجتمع نشر العدل بين ربوع البلاد، فالأنظمة السياسية كائن مسبب لظهور الحسد وأعراضه بين فئات المجتمع، فوجود الحسد يعني وجود الظلم والتقصير، والعمل علي بناء مجتمع قوي فكريا واقتصاديا واجتماعيا سوف يساعد في تنمية مهارات البشر وزيادة رقعة أحلامهم وتطلعاتهم.


-هذه الاستراتيجية المقاومة للحسد أتبعناها بتكتيك مقاوم نشدد فيه علي إنكار الذات وحب الاطلاع والعلم والانتظام في سائر العبادات والتحلي بالأخلاق الرفيعة القائمة علي مصلحة الإنسان، وعدم إطلاق الأحكام المعلبة، جميعها أساليب قد تُذهب الحسد، ولكن أكثر ما يهمنا في هذا المجال هو التشديد علي أن الإنسان إلي فناء، ولا باقي إلا الله، فالحاسد لن ينفع نفسه بحسده وحتما سيموت هو ومن نظر إليه وحسده فالجميع إلي زوال، وخير ابن آدم هو من عمل عملا لما بعد الموت .
06-03-2011, 10:18 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
نظرات في الحسد وعلاجه - بواسطة فارس اللواء - 06-03-2011, 10:18 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  نظرات في الثورة العربية من المهد إلي اللحد(1) فارس اللواء 2 1,455 03-21-2012, 08:50 AM
آخر رد: مؤمن مصلح
  عن غزة وفلسطين لم ننتصر بعد لكن ما تغير هو نظرات العيون فضل 8 1,279 08-25-2005, 12:23 PM
آخر رد: thunder75
  نظرات في المسألة القبطية Naje 10 1,504 02-18-2005, 04:48 AM
آخر رد: امام عادل

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS