كلما كان المتدين منتمي إلي دينه عموما و طائفته خصوصا كلما كان أكثر تدينا و ورعا. كلما كره بقية الناس و حرض ضدهم و إحتقرهم كلما كان محبا لدينه و غيور عليه و منتصر لأبناء دينه. لهذا فالدين يحطم السلم الإجتماعي دائما و يحرض الناس ضد بعضهم البعض بحجج فارغة : هذا يؤمن بمحمد و ذاك يؤمن بيسوع و تلك تؤمن ببهاء الله و كلما زاد إنتماء الواحد لدينه كلما تعلم كيف يكره جاره المختلف عنه. و يدعي البعض أن أديانهم تنادي بالمحبة و البعض الآخر بالرحمة و لكن قبل المحبة و قبل الرحمة يأتي الإنتماء الديني و كراهية كل من لا ينتمي للدين الحنيف الإرثوذكسي.
أما الإنتماء الحقيقي فهو الإنتماء للإنسانية و كل الإنتماءات الأخرى هي مجرد إلهاء و تشتيت لأن الإنتماء للإنسانية يغذي الحب و التسامح بين الناس بينما الإنتماء الفئوي الطائفي يغذي الحقد و الكراهية و القسوة بينهم.