اقتباس:و هل يفتى و كوكو في النادي
( يعني انت ونارينا تتفرجوا علي الفيلم وتنبسطوا وتشربوا التنر

وتاكلوا فشار وإحنا ندبس في الكتابة
الأمر لصاحب الأمر
هه , اتوكلنا علي اللي بيأكلنا

)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعتبر فيلم رسائل البحر في نظري من الأفلام الجيدة التي تمتاز بلغة سينمائية راقية كما وصفه الزميل الحوت الأبيض , وهذا الفيلم يعيد إلي أذهاننا أفلام أخري سابقة للمخرج داود عبد السيد حيث يكرر فيه في السيناريو ثيمة سابقة من فيلم الكيت كات وأرض الخوف كما يكرر أداة تكنيكية في السيناريو أيضا وإن كان يطورها كما في فيلم مخبر ومواطن وحرامي وأرض الخوف , وكذلك نري فيه الطابع التصويري لفيلم أرض الأحلام , وكذلك أيضا الموسيقي التصويرية لراجح داود كما في فيلم الكيت كات وأرض الخوف , فالفيلم بهذا الشكل من الممكن للمشاهد المتمرس أن يري فيه الطابع العام للمخرج داود عبد السيد حتي ولو لم ير اسم المخرج علي الفيلم .
أبدأ من السيناريو واسم الفيلم رسائل البحر لكي أوضح الثيمة التي تتكرر في أفلام داود عبد السيد , ففي الكيت كات وهي طبعا رواية لإبراهيم أصلان باسم مالك الحزين , نري الرجل الكفيف المحروم من التواصل عبر نافذة هامة من نوافذ الحس وهي الرؤية , ومن خلال هذا الحرمان يجسد لنا أزمته الداخلية في رؤيته للعالم المتغير حوله في المكان والزمان , كذلك ففي فيلم أرض الخوف يجسد لنا فقدان التواصل مرة أخري من خلال الضابط الذي يلقي به رؤساؤه في عالم الجريمة وبالتحديد في عالم تجارة المخدرات بعد أن يعدموا كل ما كان له به صلة بعالم الشرطة لكي يقوم بإرسال تقارير لهم عن هذا العالم من داخله تكشف لهم الضوء عن هذا العالم , وفجأة يكتشف أن التواصل من عالمه القديم غير موجود بنقل هؤلاء الرؤساء أو موتهم أو إحالتهم علي المعاش دون أن يتركوا له أية فرصة في الانسحاب من عالم الجريمة والعودة إلي حياته السابقة .
كرر داود عبد السيد نفس الثيمة في هذا الفيلم , رسائل البحر كما نعلم هي تلك الرسائل التي توضع في زجاجة ويلقي بها في البحر فتحملها الأمواج إلي شواطئ بعيدة عن مرسلها الذي لا يعرف في يد من تقع , ولكنها تحمل رسالة هامة جدا أي كان مضمون الرسالة التي بداخل الزجاجة , أن هناك آخرين في هذا العالم , ربما يكونون بعيدين عنا في المكان ولكنهم يتشاركون معنا في هذا العالم , والرسالة ما هي إلا أداة ذلك التواصل الإنساني . عندما تلتقط اليد الزجاجة وتخرج الرسالة حتي ولم تتعرف علي مضمونها تعرف أن هناك يدا أخري كتبت ذلك الكلام وأنها تمد اليد بالسلام وتطالب بالتواصل الإنساني .
في المشهد الأول من الفيلم وإذ يخرج الصياد الزجاجة من شباك الصيد , ينظر لها بغرابة كما لو كانت شيطانا ويتعوذ منها ثم يلقي بها في البحر مرة أخري , هنا يؤكد داود عبد السيد الثيمة المتكررة في أعماله في هذا الفيلم أيضا ولكن من البداية أن التواصل الإنساني مفقود وأن فيلمه الجديد ما هو إلا خطوة أخري في بحثه عن رأب الصدع القائم بين الناس في هذه المنطقة الخطيرة .
- يتبع -
كوكو