الاعلام الغربي "ينقض" على النظام السوري

تزامنت التصريحات والمواقف الغربية المنددة بالاحداث السورية وما يقوم به النظام من قمع وقتل للمتظاهرين، بهجة اعلامية ومجموعة كبيرة من التقارير التي تحفل بها وسائل الاعلام الغربية خصوصا المكتوبة والالكترونية منها.

استعرضت صحيفة "الفاينشيال تمايز" البريطانية "تاريخ العلاقات بين الرئيس السوري بشار الاسد والقادة الغربيين، وكيف انتهت هذه العلاقة الى المواجهة العلنية والعداء السافر"، واشارت الصحيفة الى ان "آمال الغرب خابت في الاسد"، مضيفة ان "الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مقدمة القادة الغربيين الذين يقودون الجهود الدولية لفرض مزيد من العزلة على الرئيس السوري بشار الاسد وزيادة الضغوط عليه لوقف العنف التي يمارسه نظامه ضد المتظاهرين".


واستعرضت الصحيفة "خلف العلاقة الدافئة التي كانت تجمع الزعيمين حيث كان الاسد ضيفا خاصا في العاصمة الفرنسية باريس بمناسبة الثورة الفرنسية عام 2008 بعد ان فتح ساركوزي صفحة جديدة مع الاسد بعد سنوات من القطيعة والعداء بين الاسد والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في اعقاب اغتيال رئيس وزارء لبنان الاسبق رفيق الحريري عام 2005".


واضافت انه "بعد ان فتحت القارة الاوروبية ايضا صفحة جديدة مع نظام الاسد وتحسنت علاقات سوريا مع الغرب وتكللت مع وقف الضغوط الاميركية على سوريا بات عضو الكونغرس الاميركي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية جون كيري ضيفا دائما في العاصمة السورية دمشق خلال السنيتن الماضيتين".


كما نشرت صحيفة "النيوزويك" مقالا للكاتبة آسن سييرستاد تحت عنوان "بعيداً عن شبح الخوف في سوريا"، خصصته للحديث عن المتاعب التي واجهها عابد، طالب الهندسة السوري الذي تم اعتقاله مثل آلاف السوريين منذ اندلاع الثورة في سوريا في آذار المنصرم وعودته إلى بيته وهو بحالة مزرية، حيث أبلغه الضباط بأن هذه كانت مجرد نزهة"، مشيرةً إلى أن "الشعب الثوري خرج إلى الميادين والشوارع للاحتجاج، إلا أن السلطات أسرعت إلى مواقع الاحتجاجات التي كان يراقبها رجال بملابس مدنية يطلق عليهم اسم الأشباح".


وأوضحت الكاتبة أن "الرقابة تسيطر على كل مناحي الحياة في سوريا، حيث تقسم الاستخبارات إلى أقسام تراقب كل أجزاء المجتمع ويتحرك عملاؤها في كل شوارع البلاد"، واصفةً الرئيس السوري بشار الأسد، الذي توجد صوره على معظم الملصقات، بأنه "طاغية حل محل والده بعد وفاته وأن الإطاحة به هي هدف الاضطرابات الجارية".


ولفتت الكاتبة الى أن "عابد اشترك في مظاهرات الجمعة، إلا أنه فقد الوعي إثر شعوره بصدمة كهربية في عنقه ليفيق ويجد بجواره العديد من الأشخاص الآخرين مثله"، مشيرةً الى أن "الاستخبارات ظهرت من مكان لا يدرون عنه ليأخذوهم في حافلات بيضاء إلى خارج ضواحي دمشق وعندما وصلوا قام الجنود بتعذيبهم وربط أيديهم وأرجلهم ووضعهم في زنزانة ضيقة لا تستوعب عددهم وبعد ثلاثة أيام أصبحوا مستعدين من وجهة نظر الاستخبارات للاستجواب".


ويصف عابد أن "بعضهم تعرض للتعذيب المبرح، إلا أن أكثر من تم تعذيبه كان شخص ينتمي إلى الأقلية العلوية ولكن كان عابد محظوظاً لأنه أحد أعضاء حزب البعث، مما جعله لا يلقى التعذيب القاسي مثل الباقين"، لافتةً الى أن "عابد أصبح أحد أعضاء الحزب أثناء تربيته في درعا، وهي المدينة التي بدأت بها المظاهرات، فالحصول على العضوية ضروري لدخول الجامعة والحصول على وظيفة إلا أن عابد ضحى بذلك كله بعد إنهاء دراسته بعام لينضم إلى الربيع السوري قبل أن يفوت السوريون قطار الحرية"، مشيرةً الى أن "هدف السلطات واضح ويتمثل في عرقلة الاحتجاجات من بدايتها وليس السماح بما حدث في مصر عندما اكتظ ميدان التحرير بالثوار، ويصف عابد زنزانته بأنها كانت صغيرة الحجم وقليلة الهواء، ولكنه يشهد أن الأمور في الخارج تسير بصورة طبيعية، حيث يفتح أصحاب البقالة والمطاعم أبوابهم".